التدريب الاداري

المقدمـــــة:

يعد التدريب في عالم المجتمعات والمؤسسات المعاصرة هو أداة التنمية ووسيلتها كما أنه الأداة التي إذا أحسن استثمارها وتوظيفها تمكنت من تحقيق الكفاءة والكفاية في الأداء والإنتاج ، وقد أظهرت نتائج العديد من الأبحاث  أن للتدريب دوراً أساسياً في نمو الثقافة والحضارة عامة وتبرز أهمية ذلك باعتباره أساس كل تعلم وتطوير وتنمية للعنصر البشري ومن ثم تقدم المجتمع وبنائه . وعن طريق التدريب يستمر الإعداد للمهنة طالما أن متطلباتها متغيرة بتأثير عوامل عدة كالانفجار المعرفي المتمثل في التقدم التقني في جميع مجالات الحياة وكذلك سهولة تدفق المعلومات من مجتمع إلى آخر ومن حضارة إلى أخرى، فالتدريب  يقدم معرفة جديدة ، ويضيف معلومات متنوعة ، ويعطي مهارات وقدرات ويؤثر على الاتجاهات ، ويعدل الأفكار ويغير السلوك ويطور العادات والأساليب في العمل. والتدريب ليس عملاً عشوائياً أو مهمة زائدة يمكننا أن نمارسها أو لا نمارسها

 التدريب مهمة أساسية في حياتنا المعاصرة . التدريب ليس بحاجة منظمات العمل فقط بل ينبغي أن يسري مفهوم التدريب ليشمل كافة مؤسسات المجتمع من الأسرة إلى أعلى تنظيم في الدولة. إننا نعتقد أن التقليد الذي نمارسه اليوم في منظماتنا وحياتنا العامة يحتاج إلى إعادة نظر من خلال التوقف عند كل مرحلة من مراحله والعمل على تحليلها وتشخيصها . أننا بحاجة إلى أن نتساءل عن أهداف التدريب وجدواه ومن يعد برامجه ، وفي تنفيذ هذه البرامج ومن يقيمها . إننا بحاجة أن نعيد النظر في كافة قضايا التدريب الحالية ونربطها بتحديات الحاضر والمستقبل وأن نستفيد في هذا الشأن من تجارب وممارسات الأمم المتقدمة .

ولهذا فقد جاء هذا الكتاب في اثنا عشر فصلاً لالقاء الضوء على كثير من الموضوعات  المعاصرة التي تساعد المهتمين في التدريب الاداري لتعميق مفاهيمهم الادارية نحو ذلك ، فقد تناول الفصل الأول موضوع مفهوم وأهمية  التدريب ودوافع ومزايا وفوائد ومبادىء التدريب وعلاقة التدريب والتنمية والتعليم وعناصر ومرتكزات العملية التدريبية ،أما الفصل الثاني تناول موضوع تصميم عملية التدريب والنظام التدريبي وفق منحى النظم و مراحل العملية التدريبية وفعاليات العملية التدريبية ، اما الفصل الثالث تناول موضوع تحديد وأهمية الاحتياجات التدريبية و طرق تحديدها وطرق جمع البيانات لتحديدها ومقاومة فكرة تحديد الاحتياجات التدريبية ونتائج الفشل فيها ، اما الفصل الرابع تناول موضوع أنواع التدريب ومستويات التدريب وتصميم البرامج التدريبية وخطواتها وحالة دراسية لتنفيذ برنامج تدريبي، أما الفصل الخامس تناول موضوع الأساليب التدريبية والعوامل التي تؤثر في اختيار اساليب التدريب ومعاييرها وأنواع اساليب التدريب المختلفة ، اما الفصل السادس تناول موضوع  الوسائل والمساعدات التدريبية وانواع التقنيات الحديثة في التدريب وانواع الوسائل والمساعدات التدريبية ، أما الفصل السابع تناول موضوع  تقويم التدريب وابعاده ومراحل وطرق عملية تقويم التدريب والعوامل المؤثرة في اختيار معايير تقويم التدريب ونماذج تقويم برنامج تدريبي ، اما الفصل الثامن تناول مفهوم الحقيبة التدريبية وخصائصها ومميزاتها ومكونات ودليل إعداد الحقيبة التدريبية وتمارين تطبيقية للحقائب التدريبية أما الفصل التاسع تناول موضوع إدارة الانشطة التدريبية وآلية إدارتها وبيئة التدريب وإدارة افتتاحية البرنامج التدريبي وآلية تنظيم مرحلة تنفيذ  التــدريب وطبيعة دور أخصائي التدريب والمهارات الإدارية والسلوكية والانشطة الرئيسية لاخصائي التدريب، اما الفصل العاشر تناول موضوع إعداد المدربين والخصائص والمهارات المطلوبة في المدرب والمحاذير على المدرب وكيفية تقديم حلقة تدريبية ومهارات استخدام أجهزة العرض أما الفصل الحادي عشر تناول موضوع قياس العائد من التدريب وتحديد تكاليف التدريب وأنظمة تصنيف التكاليف وأسباب مبررات بناء قاعدة بيانات التكاليف و حساب العائد على الاستثمار في التدريب أما الفصل الثاني عشر تناول موضوع مهارات العرض والتقديم ومراحل التقديم الشفوي والعرض والية  التعامل مع المستمعين و كيف تجذب أنتباه المستمعين ولغة الجسد وأهميتها في العرض والتقديم .

      وهذا قد تضمن الكتاب مجموعة من الاسئلة المختارة في نهاية كل فصل لتكون معينة لقارئ هذا الكتاب في فهم موضوعاته .

وأخيرا يأمل المؤلف بان يكون قد قدم اسهاما متواضعا في موضوع الكتاب وبالرغم من إغناء المكتبة العربية في مثل هذه  الاسهامات الفكرية التي احتواها الكتاب الا انه جاء  بحيث تكون في كتاب واحد وعذرا عن أي نقص يمكن تلافيه في الطبعات القادمة ان شاء الله .