دراسات ميدانية في التربية الفنية

مقدمـــــــة:

ان التربية الفنية هي ذلك الميدان الواسع الشامل المتمدد المترامي الاطراف المتنوع الطرائق المختلف الوسائل الاوسع تأثيرا في نفس وعقل المتعلم, لكنها رغم ذلك التعدد ما زالت تعاني من مشكلات حقيقية اثرت وتؤثر في طريق تحقيق أهدافها, ويحتوي ذلك التعدد على انماط شتى من الفنون كالرسم والموسيقى والمسرح والنحت والفخار وأفلام الرسوم المتحركة وغيرها الكثير من المهارات والفنون التي تصب جميعا في ميدان التغيير والتعديل الايجابي في شخصية المتعلم من جميع جوانبها.

وهذا هو الطابع الرئيسي الذي يميزها عن غيرها من التخصصات, اذ نراها تركز على الجانب المعرفي والمهاري والنفسحركي بشكل مستقل احيانا وبشكل متصل احيانا اخرى وهذا ما لا تستطيع التخصصات الاخرى ان تحققه بسهولة.

ولهذا التنوع والتعدد قمنا بعمل العديد من الدراسات التي حاولنا من خلالها المساس بشكل مبدئي بأحد اصناف الفنون ودراسة تأثيرها وارتباطها بالسلوك الانساني وفهمه وتحليله والتنبؤ به وضبطه.

وارتأينا ان نقدم للقارئ العربي عموما ومعلمي التربية الفنية وطلبة الدراسات العليا خاصة, هذه الدراسات التي حاولنا فيها ان نشخص خللا في جوانب معينة من التربية الفنية ومحاولة ضبطه ووضع الحلول المقترحة لتجاوزه وبالتالي مساعدة معلم التربية الفنية على تحقيق اهدافها الرامية اليها.

حيث جاء الفصل الاول لدراسة مشكلة الامية الفنية المعرفية, لدى طلبة الجامعة, وتوصلت إلى أن عينة البحث تعاني من تدني في المستويات  الفنية المعرفية بشكل واضح, اما الفصل الثاني فقد تصدى لظاهرة العسكرة في رسوم الاطفال وتقصي مدى انعكاس المظاهر العسكرية الموجودة في المجتمع على شخصيات الاطفال وعقلهم اللاواعي والكشف عن ذلك من خلال الرسوم الاسقاطية التي يقومون بها عن غير قصد, وجاء الفصل الثالث لدراسة مرض بدأ يتفشى في العالم لأسباب كثيرة احدها التلوث البيئي, وهو التوحد, حيث تمت دراسة الحس الجمالي البيئي في رسوم الاطفال المتوحدين من  خلال تحليل الرسوم الاسقاطية التي يقومون بها.

وهل يمكن للطفل المتوحد من الإحساس بالجمال البيئي. اما الفصل الرابع فتصدى لدراسة المسرح التعليمي في التربية الفنية وقياس الاثر الذي يتركه استخدام المسرح التعليمي في تدريس المناهج الدراسية في رفع التحصيل المعرفي لدى المتعلمين.

وركز الفصل الخامس على دراسة حقوق الطفل في افلام الرسوم المتحركة  والتعرف على مدى تضمن افلام الرسوم المتحركة بنود اتفاقية حقوق الطفل المقررة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة وما يمكن ان تحمله  تلك الافلام من رموز قد تؤثر سلبا على الطفل العربي.

وجاء الفصل السادس ليتعرف على على اثر الأنشطة الفنية في تطوير ذكاء الأطفال, وكيف يتمكن معلم التربية الفنية من استغلال الانشطة الفنية المهارية في تمرين المهارات العقلية للمتعلمين.

اما الفصل السابع فقد تصدى لدراسة ظاهرة ربما لم تدرس من قبل او تحلل بطريقة فنية وهي الكشف عن العوامل التي أدت الى تكوين الصورة النمطية للمرأة العربية وفق مقدمات المنظور الغربي من خلال تحليل صورة المرأة العربية في لوحات المستشرقين.

وأتى الفصل الثامن لدراسة مرحلة عمرية غاية في الاهمية وغاية في الخطورة  حيث تم من خلاله دراسة خصائص التعبير الفني في رسوم اطفال الرياض وأهم تلك الخصائص السائدة ومدى انعكاسها على شخصياتهم.

 اما الفصل التاسع فقد تم من خلاله اجراء دراسة مقارنة لرسوم الاطفال فاقدي الاب والأم والأطفال العاديين في الشعور بالعزلة الاجتماعية من تشخيص تشخيص ظاهرة العزلة الاجتماعية  للأطفال فاقدي الاب ومقارنتها بأقرانهم من الاطفال غير فاقدي الاب من خلال الرسوم الاسقاطية  التي يقومون بها.

وحاولنا في الفصل العاشر قياس العلاقة بين التعبير الفني والتعبير اللغوي من خلال دراسة تأثير التعبير التحريري في رسوم المتعلمين من خلال ايجاد جسور رابطة بين درس اللغة العربية ضمن مجال التعبير التحريري ودرس التربية الفنية ضمن درس الرسم الذي يؤدي اجتماعهما الى إثارة خيال المتعلمين وتطوير رسوماتهم بشكل ايجابي.

د. يسرى عبد الوهاب