القيادة الخادمة

القــيـــادة الخادمة

Servant leadership

مقدمة

تلقت القيادة الكثير من الاهتمام في العقود القليلة الماضية كموضوع للبحث في الأدب الإداري. ومع ذلك، هناك نقص في الإجماع بين المهتمين بموضوع القيادة حول أساليب القيادة أو السلوكيات المثلى من حيث فعالية القائد. في بيئة الأعمال المتغيرة اليوم، حيث يزداد الاعتماد على الموظفين الموهوبين، هناك حاجة لتحديد كيفية تعزيز الوفاء باحتياجات الموظفين لتحقيق النجاح والفعالية على المدى الطويل للمنظمات. في السنوات القليلة الماضية، ابتعد البحث في القيادة عن نموذج القيادة التحويلية نحو وجهات النظر المشتركة والعلاقات، حيث تركز علاقات التبادل بين القادة والأتباع. تعرف أحد هذه الأساليب المتمثلة في القيادة العلائقية والأخلاقية والروحية باسم القيادة الخادمة، والتي يتم توجيهها بشكل خاص نحو تلبية احتياجات الاتباع. يهتم القادة الخادمين بشدة باحتياجات الاتباع، مما يؤدي إلى مواقف الموظفين الإيجابية والسلوكيات. ومع ذلك، فقد تم إيلاء اهتمام محدود لاستكشاف كيف تعزز القيادة الخادمة مواقف الموظفين الإيجابية وسلوكياتهم.

تتمثل الفلسفة الأساسية للقادة الخادمين في تنحية مصالحهم الشخصية جانباً والعمل على تحقيق المصلحة العليا للتابعين والمجتمع، لأنهم يهتمون أساساً بتلبية احتياجات أتباعهم ورفاهية المجتمع بشكل عام. القائد الخادم يعمل كنموذج من أجل تطوير الاتباع إلى أقصى إمكاناتهم من خلال إظهار السلوكيات الأخلاقية. مقارنة نظرية القيادة الخادمة مع نظريات القيادة الأخرى، مثل القيادة الأخلاقية، والقيادة التحويلية، يوضح   Van Dierendonck  فان ديريندونك (2011) أن القادة الخادمين يتمتعون بسمات فريدة، بما في ذلك الأصالة والقبول الشخصي والتركيز على تلبية احتياجات الاتباع قبل كل شيء.

لقد حددت الأبحاث السابقة أن القيادة الخادمة لديها ارتباط إيجابي مع سلوكيات المواطنة التنظيمية، زيادة الرضا الوظيفي، مناخ العدالة الإجرائية، والمساعدة في السلوكيات. وفعالة أيضاً في توليد الالتزام التنظيمي العالي بين المرؤوسين.