التدريبات العملية لعلاج اضطراب ثنائي القطب - مترجم

تقديم :

يُسيء بعض الناس فهم اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني، كونُه أحد أشكال اضطراب ثنائي القطب، فتسميته بالنوع الثاني جعلت كثيرا من المعالجين والمرضى والناس بشكل عام يفترضون أنه أقل اعتلالاً من النوع الأول؛ النوع الحقيقي لاضطراب ثنائي القطب. وعند تفحصنا لمعايير اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني، يبدو وكأنه نوع خفيف، فمن الذي لا يحزن أو لا يفرح؟ ومن الذي لا يحدُث له تغير في المزاج؟ لماذا تُعد فترة أربعة أيام من الطاقة الزائدة، والتي لا تؤثر على قدرة الفرد على القيام بوظائفه، ذات أهمية مَرضية؟

وجدت العديد من الدراسات الطولية، أن اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني أكثر اعتلالاً مما كان يُعتقد، إذ يتميز بطول المدة، وتكرار فترات الاكتئاب والقلق المرضية، وسوء استخدام الكحول. وتعتبر حالة الهوس الخفيف في اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني، والتي يكون المريض فيها في حالة تهيج وعدم استقرار، وطاقة زائدة، وقلة حاجة للنوم، غير مُدمرة كما هو الحال في نوبة الهوس الكاملة، التي تُصاحب اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول، ولكن بكل تأكيد فإن له آثار سلبية على أفراد العائلة والأصدقاء. إضافة إلى ذلك، فإنها لا تستمر طويلاً، وأثرها قليل في تحفيض المعاناة من الاكتئاب بالنسبة للشخص المصاب بها. وقد تتداخل فترات الهوس الخفيف مع المراحل المنخفضة للمزاج؛ مما يؤدي إلى التهيج، والقلق، وفترة من الضيق الشديد من الاكتئاب، وغالباً ما يشكو الناس المصابين باضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني من صعوبة الاحتفاظ بوظائفهم، ومثل الناس المصابين بثنائي القطب من النوع الأول، فإنهم عرضة لخطر الانتحار بشكل مرتفع.

كانت أساليب الإدارة الذاتية التي طورت لعلاج اضطراب ثنائي القطب كتحديد العلامات التحذيرية المبكرة للهوس، ومحاولة منع تفاقم الأعراض... موجهة أصلاً للمصابين باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول، والذين يتمتعون بالهدوء التام بين الفترات. ويمكننا أن نجد الكثير من كتب المساعدة الذاتية التي تفسر هذه الاستراتيجيات، ولكن القليل منها حقق حاجات اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني، كما فعل هذا الكتاب. إن مؤلفي هذا الكتاب ستيفن روبرتيس (درجة الدكتوراه)، لويس سلفيا )درجة الدكتوراه(، وريلي هارنجتون (درجة الدكتوراه (، معالجون ذوو خبرات عالية، وباحثون لديهم سنوات من العمل مع الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب.

يقدم المؤلفون في كتاب التدريبات هذا، استراتيجيات لإدارة مراحل الاكتئاب والهوس الخفيف الخاصة بمرضى اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني. وبالرغم من أن بعض الاستراتيجيات المعروضة في هذا الكتاب كالبناء المعرفي والتنشيط السلوكي، قد تكون مألوفة للمهتمين بالاكتئاب، ومع ذلك فإنه يتوسع في شرح الاستراتيجيات المعرفية السلوكية، ويقدم مناهج جديدة مثل استخدام اليقظة العقلية، ومهارات إدارة أسلوب الحياة في علاج نوبات المزاج. إضافة إلى ذلك، يزودنا هذا الكتاب بأدوات العناية الذاتية للقلق، وهو حالة شائعة لدى الناس المصابين باضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني.

وفي نهاية هذا الكتاب، سيكون القراء قد تعلموا مهارات إنشاء خطتهم الشخصية للتمتع بالصحة والعافية، وأن يضعوا الخطوط العريضة لاستراتيجيات البقاء بصحة جيدة. هذا وتشجع الخطة الشخصية للتمتع بالصحة والعافية بقوة على إشراك أفراد الأسرة وأنظمة الدعم الأخرى في وضعها.

سيجد القراء الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني وأفراد أسرهم، أن هذا الكتاب مفيد في توسيع معرفتهم عن هذا الاضطراب. علاوة على ذلك سيصلون إلى حالة من الأمل بإمكانية إدارة هذا الاضطراب بأكثر من مجرد استخدام الأدوية. وما زال أمامنا طريق طويل قبل أن نصل لفهم كامل للعناية باضطراب ثنائي القطب ومتغيراته. لقد ساعدنا المؤلفون في هذا الكتاب القابل للقراءة بشكل كبير، على التقدم للأمام في العناية بالناس المصابين باضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني.

ديفيد، ج.ميكلوتيز، درجة الدكتوراه.

مشارك في تأسيس العلاج المرتكز على الأسرة.

لوس أنجلس، كاليفورنيا.