مبادئ الادارة

مقدمــــــــة المؤلف

الحمد لله تعالى على نعمه حيث أطال في عمري ومكنّني من إعادة النظر الجذرية في كتابي " مبادئ الإدارة، مع التركيز على إدارة الأعمال "، وتطويره الى كتاب اكثر شمولاً لكي يكون مرجعاً معاصرة في الادارة، مع التركيز على ادارة الاعمال.

لقد بادرت لإعداد مسوّدة هذا الكتاب خلال النصف الثاني من سنة (1990)، عندما كنت استاذاً في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة بغداد، وذلك بسبب عدم وجود كتاب منهجي حديث، يمكن استخدامه في الصفوف الجامعية الأولى في كل الأقسام العلمية التي تشترط وجود مثل هذه المادة العلمية أو المقرر الدراسي ضمن مناهجها الدراسية.

وأثناء مواصلة إعداد مسودة الكتاب بداية عام (1991)، تعرّض العراق الحبيب لأبشع حرب تدميرية عرفها التاريخ المعاصر، حيث تم ضرب جميع مقدراته وإمكاناته من قبل التحالف الدولي، فانقطع الكهرباء عن شعب العراق. وقد قسمت بالله تعالى أنني سوف أواصل إعداد هذا الكتاب مهما قست الظروف، لكي اطرح كتاباً جديداً يكون بين ايدي الطلبة الأعزّاء بعد انتهاء الحرب مباشرةً. وقد اضطررت، بسب انقطاع الكهرباء نهائياً، لان اعتمد على الشموع، فأشعل الشمعة عندما يقف القصف، ثم اطفئ الشمعة عند وجود غارة جديدة. وعلى الرغم من نصائح الأطباء بعدم مواصلة الكتابة باستخدام ضوء الشموع، واصلت الجهد. وقد أدّى ذلك إلى احتراق جزء كبير من شبكية العين اليمنى، وجزء من شبكية العين اليسرى. وبقيت على العهد من أن هذا الكتاب يجب أن يظهر إلى النور بعد انتهاء الحرب مباشرة. وهذا ما تحقق بعونه تعالى، حيث اكملت مسودة الكتاب قبل يومين فقط من إيقاف القصف على بغداد الحبيبة، ونشر الكتاب فعلاً، وصار بين يدي بناتي وأبنائي الطلبة، ليس في العراق، حسب، إنما في العديد من الدول العربية. والحمد لله تعالى. لقد بقي هذا الكتاب مستخدماً في الجامعات والكليات الرسمية والأهلية في العراق وغير العراق، باعتباره الكتاب المنهجي المعتمد ولحوالي ثلاثة عقود من الزمن، اعتزازاً من الوسط الجامعي العراقي والعربي الكريم بما قدمته للعراق الحبيب والوطن العربي الكبير في التخصصات الإدارية المتنوعة، ومنها هذا الكتاب. وكان الجميع ينتظر مني المبادرة لإعادة إعداد الكتاب بشكل جذري، أخذاً في الاعتبار التطور العلمي والمهني الهائل الذي تحقق خلال ثلاثة عقود من الزمن.

وخلال المدة من بداية سنة (1991) ولغاية تاريخه لم امنح ترخيصاً لأية مؤسسة علمية أو دار نشر لإعادة نشر الكتاب كما هو، سوى ما تعاقدت عليه مع دار المسيرة في الأردن، حيث تمت عملية إعادة نشر الكتاب كما هو وبدون تحديث ولخمس مرات، و"انتهى التخويل لهذه الدار سنة (2007)". و"لم أمنح التخويل بعد ذلك لأية مؤسسة كانت لإعادة نشر الكتاب". ولقد اغتربت عن العراق خلال المدة (1992 - 2020)، وسكنت في المملكة الأردنية الهاشمية، التي حظيت منها بكرم الضيافة.

 على ذلك، فإن "كل ما تم من عمليات إعادة نشر الكتاب في العراق وغير العراق من قبل العديد من الجامعات والكليات الرسمية والأهلية، ودور النشر كان تزويراً وتجاوزاً فاضحاً على حقوق النشر يعاقب عليه القانون، وكذلك التجاوز على حقوق النشر من خلال استنساخ الكتاب وتوزيعه على شكل ملازم على الطلبة. لقد حصلت هذه التجاوزات والاعتداء على حقوقي من خلال استغلال هجرتي إلى خارج العراق. لقد غادرت العراق لمدة قاربت (30) سنة. وبالتالي فإن المتجاوزين على حقوقي كانوا واثقين من أنه لا يوجد في العراق من يطالب بها، كوني بعيداً عن ميدان التزوير".

"مقابل ذلك، فانني اتوجه بمزيد من التقدير والامتنان للجامعات، والكليات، والاقسام العلمية التي استمرت مستخدمة كتابي، على الرغم من مرور الوقت على نشره، واعادة نشره، واقدم لها هذا الجهد الجديد، الذي ينقل الادارة الى مواجهة التحديات في عالم متغير".

وعودةً الى مبادرتي الجديدة، فقد عقدت العزم وتوكلت على الله تعالى عزت قدرته، على اعادة النظر الجذرية بالكتاب لنقله من عالم سنة (1990) الى عالم سنة (2020)، مستفيداً من التقدم الواسع في العلوم الادارية خلال (30) سنة مضت. وقد تم تقسيم الكتاب الى سبعة ابواب. حيث خصصت الابواب الثلاثة الاولى "للاطار العام للوظائف الادارية"، فكان الباب الاول بعنوان "المقدمة وتطور الفكر الاداري" وبفصلين، والباب الثاني بعنوان "البيئة، والثقافة، والاخلاقيات، والمسؤولية الاجتماعية" بفصلين ايضاً، والباب الثالث بعنوان "الريادة، والتغيير، واتخاذ القرار" بثلاثة فصول. ويقترح ان تتم تغطية هذه الابواب الثلاثة خلال النصف الاول من السنة الدراسية.

 مقابل ذلك خصصت اربعة ابواب "للوظائف الادارية"، اولهما، "وظيفة التخطيط" بفصلين، والثاني "وظيفة التنظيم" بفصلين ايضاً، والثالث "وظيفة القيادة" بثلاثة فصول، والرابع "وظيفة الرقابة" بفصلين.

كما تم حذف الفصول الخاصة "بوظائف المنشأة" الواردة في الطبعة الأولى للكتاب، باعتبارها تُغطّى في مواد أو مقررات دراسية متخصصة بكل وظيفة منها، ولو ان العديد من مجالاتها، مثل الموارد البشرية (الفصل الحادي عشر)، قد طرحت ضمن الابواب السبعة من الكتاب.

هذا هو الكتاب بحلته الجديدة، وقد حمل التطورات المعاصرة، واستجاب لها، اعتماداً على أفضل وأحدث المراجع العلمية من كتب ووثائق وبحوث منشورة في الدوريات العملية المتخصصة ورسائل جامعية. وقد وضعت في بداية كل فصل أهدافاً محددة، وتم تقسيم كل فصل إلى عدد من الأقسام، وأعدت خلاصة في نهاية كل قسم. هذا بالإضافة إلى اختتام كل فصل بالأسئلة والتمرينات، وتعزيز الكتاب بالمراجع.

حمداً لله وشكراً، وابارك لبناتي وابنائي الطلاب هذا الانجاز العلمي، وأنا في العقد التاسع من عمري، حيث بلغت الآن (86) سنة من العمر، واواصل العمل على تحديث مؤلفاتي السابقة، واعداد مؤلفات جديدة في تخصصات نادرة.

وبهذه المناسبة السعيدة اتقدم بوافر الشكر والامتنان لاخي الهمام الحاج فلاح "محمد حسن" الشماع الاسدي على التكرم برعاية طباعة ونشر هذا الكتاب، والاهداء المشترك من قبلنا للوالد المرحوم تغمده الله برحمته الواسعة واسكنه فسيح جناته.

ومنه تعالى التوفيق والسداد،،،

                                                                                                                                       الاستاذ الدكتور

خليل "محمد حسن" الشماع الاسدي