طرق الاحصاء المتقدم متعدد التغيرات في البحث العلمي

المقدمة:

يعتبر علم الإحصاء من العلوم القديمة والحديثة وذلك لكثرة استخدامه في المجالات العلمية البحثية.

وأستخدم الإحصاء كطريقة لعدد والتصنيف في قديم الزمان وكان البابليون يستخدمون علم العد للعسكر والمحاربين وكانوا يصنفون المجتمع إلى طبقات حسب انتحائهم وأنسابهم. إضافة إلى أن في زمن حامورابي تم تصنيف المجتمع البابلي إلى حضر وهم سكنة المدن ورعاة وهم سكنه خارج المدن وكان يطلق عليهم باللغة البابلية (آراب) وغيرها من عمليات العدو والحصر وجاءه في القرآن الكريم في العديد من الآيات القرآنية كلمة الإحصاء "وأحصاهم عددا" وتفسيرها هي عملية الحصر والعد.

وتطور علم الإحصاء بعد الثورة الصناعية في أوروبا حيث أدخلت عليه عمليات الاحتمالات ونظريات الرياضيات التطبيقية. كما تتطور هذا العلم بعد منتصف القرن السابق وأدخلت عليه العديد من التطبيقات وإيجاد التوزيعات للبيانات ونظريات الاحتمالات وطرق الانحدار وغيرها وشهد علم الإحصاء تطوراً سريعاً بعد استخدام الحاسبات الالكترونية من الجيل الأول إلى الأجيال اللاحقة مما سهل استخدام تطبيقات الأساليب الإحصائية بكل طرقها ومناهجها مما أتاح للباحثين استخدام هذا العلم لتسهيل عمليات جمع البيانات وتبويبها وتضيفها أضافة إلى أيجاد العلاقات الارتباطية والعلاقات السببية واختبار هذه البيانات ومعرفة جودتها ومعالجة المشاكل التي اتخذت من خلال المتغيرات المعتمدة في البحوث العلمية أن كانت وصفية أو استدلاليه. وتتم الاستفادة من علم الإحصاء أيضاً في عمليات التنبؤ واتخاذ القرارات المناسبة لغرض مساعدة متخذي القرارات للوصول إلى نتائج أقرب للصواب أضافة إلى أن علم الإحصاء يعتبر علم يستخدم في جميع العلوم الاقتصادية والاجتماعية والعلوم الصرفة والطبية وغيرها من العلوم بما فيها العلوم الإنسانية.

ويقسم علم الإحصاء إلى أحصاء وصفي (Descriptive statistics) وبقى هذا الجزء يوصف طبيعة وسلوك الظاهرة المدروسة من خلال جمع وعرض البيانات واستخدام الأشكال والرسوم البيانية مع استخدام بعض المؤشرات الإحصائية لغرض توضيح سلوك الظاهرة مثل العرض والطلب والتغيرات الحاصلة للأسعار والجزء الثاني هو الإحصاء الاستدلالي (Inferential statistics) ويهتم هذا الجزء بدراسة معلومات عن  المجتمع وتقدير معالم (parameter^’s) ومؤشرات المجتمع التي تعتمد على معالم العتبة واختبار الفرضيات والتنبؤ والاستقراء الاستدلالي من خلال النتائج التي نحصل عليها وقد تم وضع العديد من الحزم البرامجية لغرض تسهيل مهمة تطبيق هذه الأساليب من أشهرها (SPSS) (MATALB) وغيرها من البرمجيات الموجودة على شكل حزم برمجية وقد تضمن الكتاب العديد من الفصول التي يستفاد منها الباحث في استخدام الطرق الإحصائية في مجال متعدد المتغيرات. حيث كان الفصل الأول مقدمة عن علم الإحصاء بعض المقاييس الإحصائية في مجال الإحصاء الوصفي إضافة إلى أن الفصل الثاني تناول الارتباط وأنواعه مع تحليل الانحدار البسيط وجاء الفصل الثالث بشرح وبيان تحليل التباين باتجاه واحد مع بيان أهمية تحليل التباين وتطرق الفصل الرابع اختبار الفرضيات وأهميتها وطرق اختبار الفرضيات والأخطاء الممكن أن يقع فيها الباحث أضافة إلى اتخاذ القرار في قبول او رفض الفرضية. وتطرق الكتاب إلى موضوع الاختبارات اللامعلميه وهو من الفصول التي تزود الباحث بمعلومات مهمه في حال إذا كانت البيانات لا تتوزع توزيعاً طبيعياً مع طرق اختبار اللامعلميه. وجاء الفصل السادس في موضوع تحليل السلاسل الزمنية والطرق المستخدمة لإيجاد الاتجاه العام للسلسلة والتنبؤ في نموذج السلاسل إضافة إلى شرح طرق المؤشرات الموسمية والدورية والفجائية وكيفية معالجة هذه التأثيرات وتطرق الفصل السابع إلى موضوع التحليل العاملي وأهمية استخدامه إضافة الى شرح حول التحليل العاملي الاستكشافي والتوكيدي وبعدها تناول الفصل الثامن تحليل المسار وبيان أحميته بالنسبة لقياس التأثير المباشر والغير مباشر وتضمن الفصل التاسع التحليل العنقودي وتحليل التمايز وجاء الفصل العاشر لتوضيح تحليل الارتباط التشابكي (القانوني) وكيفية قياسه وتطرق الفصل الحادي عشر إلى تحليل التباين متعدد المتغيرات MANOVA وتضمن الكتاب العديد من الأمثلة والتطبيقات التي يستخدم الباحثين.