بيئة الأعمال والإدارة المعاصرة

تقديــم

 بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المؤمنين نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين،  إلى المكتبة العربية والى المدير والقارىء العربي أقدم له هذا المرجع ، الذي يمثل جهداً بذلته في القراءة والاطلاع على مراجع أجنبية متعددة في حقل الأعمال والإدارة المعاصرة، حيث دام هذا الجهد سنتان، ليخرج بصورته الحالية التي أقدمها لمن سوف يقرأه .

لقد اشتمل هذا المرجع على مواضيع شتى ومتنوعة ، ألقت الضوء بشكل أساسي على أبعاد الادارة المعاصرة التي تدار بها مشروعات الأعمال في الدول المتقدمة، التي آمل من الله أن يستفيد منها من يقرأها من أساتذة وطلاب إدارة الأعمال ، كذلك أن يستفيد منها أصحاب الأعمال ومديروهم في إدارة مشروعاتهم، ويبتعدوا عن الارتجالية في هذه الإدارة ، فَأَمَا آن الأوان لهؤلاء أن يدركوا بأن الإدارة ليست عملية سهلة وبسيطة، وليست مسألة فطرة من امتلكها إذاً حقق النجاح في إدارة مشروعه والعمل فيه . أًمًا آن الأوان أن نُقلع عن هذا الاقتناع الخاطىء البالي ، وندرك أن الإدارة بكافة أبعادها علم له أصوله وقواعده ، فإلى متى ستظل مشروعات الأعمال في البلدان النامية تدار بالفطرة ، والى متى ستظل ذات مستوى متدني من الكفاية والفاعلية . فقد يقول أحدهم أن مشروعي والحمد لله ناجح وأحقق الأرباح، ألم يسأل هذا القائل نفسه أن بإمكانه أن يحقق أرباحاً أكثر فيما لو اعتمد على علم الإدارة المعاصر، ألم يسأل نفسه أيضاً أين موقع مشروعه من الاعراب في المجال الذي يعمل فيه، مقارنة بالمشروعات المماثلة في البلدان المتقدمة . فيا أصحاب الأعمال في البلدان العربية والنامية، وظفوا في مشروعات أعمالكم مديرين درسوا علم الإدارة المعاصر، ليديروها بمهنية محترفة كما تدار المشروعات في الدول المتقدمة، ألا تنظروا إلى اليابان، وماليزيا، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة وغيرها من الدول، وما حققته من انجازات في مشروعاتها من خلال إدارة علمية رشيدة، تراقب ما يحدث في البيئة، وتصنع القرارات الموضوعية للتعايش معها . المنافسة اليوم في ميادين الأعمال شديدة، ومواجهة هذه المنافسة والبقاء في السوق والاستمرار، تحتاج إلى إدارة علمية واعيـة، ذات  خبرة وممارسة تحقق منتجات ذات جـودة وسعـر مقبول يتناسـب مـع الجـودة ، لتحقيـق المنفعة التي يتوقعها الزبون ، ويرضى عنا وعن منتجنا . هذه رسالة أوجهها لأصحاب مشروعات الأعمال في البلدان العربية والنامية ، التي آمل أن يتبنوها ويشعروا بالمسؤولية تجاه أبناء مجتمعاتهم .

في الختام أتوجه بالشكر والحمد لمالك الملك ، فاطر السموات والأرض، لله سبحانه وتعالى جل جلاله، مالك الخير كله، الذي أنعم علي من خيره الذي لا حدود له، ومكنني لأقدم هذا المرجع وهذا الجهد لأمتي العربية، التي آمل أن تعود وتصبح خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، اللهم احفظها من كل شر وعدوان ، واجعلها بأحسن حال يا رب العالمين .

المؤلــف

أ. د. عمـر وصفـي عقيلـي