بانتظار الاصابة الاخيرة - كورونا بين الواقع والخيال

تقديم:

يشرفني التقديم لكتاب العصر الذي يحمل عنوان "بإنتظار الإصابة الأخيرة... كورونا ما بين الحقيقة والخيال'؛ الكتاب الذي يأتي بقلم الآنسة دانييلا القرعان والتي تمتلك صفات طموحة جداً تعليمية صوب الدكتوراة وثقافية صوب التأليف وإجتماعية صوب التواصل وأكاديمية صوب الأسْتَذة وقانونية صوب المحاماة وسياسية صوب البرامجية وتاريخية صوب التأريخ وحضارية صوب المدنية وكتابية صوب الصحفيّة وغيرها الكثير؛ صفات جلّها لشابه طموحة تسعى للمواطنة الصالحة على الأرض وتتدفق شغفاً في روحية العطاء والإنتاج بغزارة لتسجّل إسمها في ذاكرة الزمان.

ربما يمثّل عنوان الكتاب نموذجاً جديداً في الكتابة العصرية المدعومة بالكتابات القانونية لمحاور عديدة أشّر الكتاب لها في زمن جائحة كورونا؛ فجاءت أحداثه تعكس على الأرض كل مفاصل المعركة مع فايروس كورونا؛ ومن حُسن حظي أنني كنت متابعاً للكتابات أول بأول؛ وربما جاء إصرار دانييلا أن أقدّم لهذا الكتاب الرائع والمتميز في عصر الألفية الثالثة الكورونية من العام الأعجوبة 2020 لهذه الأسباب إضافة لأنها تأثّرت بكتاباتي كأنموذج لها في أول إنطلاقاتها للكتابة بشغف كبير؛ فجاء الكتاب شاملاً ومتكاملاً ومتناسقاً زمنياً ليشكل سمفونية متكاملة أدواتها الصحة والإقتصاد والقانون والتشريعات والشباب والدفاع والجيش وغيرها؛ وليكون الكتاب باكورة إنتاج لسلسلة متكاملة من هذا النهج تأتي تباعاً وفق تطور الأحداث وموجات كورونا الفايروس الذي أرهق العالم.

أبدعت الكاتبة في طرح مواضيع الكتاب ليكوّن سلسلة زمنية وموضوعية تتضمن تداعيات أزمة كورونا وقانون الدفاع إلى انتهاء الموجة الأولى من كورونا؛ والمعركة الكورونية وإنعاش عجلة الاقتصاد وآلية دعم عمال المياومة والمتضررين واستراتيجية منظومة التعليم عن بُعد؛ وتعامل الحكومة مع القطاعات المستثناه منذ بداية الجائحة؛ ووسائل الإعلام وقدر المسؤولية؛ وأكذوبة العولمة في ظل كورونا؛ والعمال الاستثنائي "عيد العمال" خلال الجائحة والمعايدات الإلكترونية، وآلية عقد الإمتحانات النهائية الإلكترونية للطلبة في جامعة جدارا وسير منظومة التعليم الإلكترونية والتعليم عن بُعد في كلية القانون في جدارا؛ وعيد الاستقلال والأعياد الوطنية في ظل الجائحة؛ وانقسام الآراء حول هل فيروس كورونا حقيقي أم وهمي؟ وكيف أثر كورونا على معدلات الجريمة عالمياً؛ وكيف دخلنا مرحلة الخطر المعتدل ومرحلة التأقلم مع كورونا قبل دخول الموجة الثانية؛ والقطاع السياحي واضراره خلال الجائحة؛ والتعايش الديني وإغلاق دور العبادة في ظل كورونا؛ وقانون التهرب الضريبي في ظل الجائحة؛  والقانونية العامة ودرو الجيش الأبيض ملائكة الشفاء والإنسانية؛ والقائمة الخضراء وفتح المطارات وعودة السياحة؛ وأثر الظروف الطارئة على الالتزامات التعاقدية وعقود الإيجار المالكين والمستأجرين في ظل كورونا؛ والأثر النفسي للجائحة؛ وكيفية التحدث مع الأطفال حول كورونا؛ وأثر تطبيق قانون الدفاع على الحقوق والحريات العامة؛ وحفلات التخرج والزواج وبيوت العزاء في ظل كورونا؛ والتكافل الاجتماعي خلال الجائحة؛ والإنتخابات والظلم الوظيفي وفتح المطارات؛ وعودة المغتربين خلال الجائحة هل هي فرصة اقتصادية أم ارتفاع بمعدلات البطالة؛ وحالات التسمم خلال كورونا؛ والقوانين والتشريعات التي افرزتها الجائحة؛ واسواق الذهب والنفط والبورصة خلال الجائحة؛ وإيجابيات كورونا وسلبياته؛ والأوبئة والطاعون الكوليرا وكورونا في الروايات الادبية؛ ومن سيكتب رواية كورونا؛ وفرق التقصي الوبائي والمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات؛ والإلتزام خلال الجائحة؛ وارتفاع الأسعار وحياة الفقراء في ظل كورونا؛ وتشجيع الشباب على المشاركة في الانتخابات؛ وآلية دعم الخبز والمعونة الوطنية؛ ومعابر الحدود؛ وآثر تطبيق قانون الدفاع على الحقوق والحريات العامة؛ والإجراءات الحكومية وتعاملها مع الجائحة؛ وكأني أقول أن الكاتبة صنعت فسيفساء متكاملة عن الجائحة منذ لحظة إعلان قانون الدفاع وحتى نهاية الموجة الأولى وبإتقان منقطع النظير.

الكتاب بأمانة لغته رصينه وشاملة وجاء مكتوباً بطريقة ممتعة للقارىء الكريم وعلى شكل مقالات في زمن جائحة كورونا؛ وأرجو الله مخلصاً للكاتبة الموفقية التامة لتحقيق ما تصبو إليه؛ حيث أن الكتاب سيعدّ مرجعية متكاملة للأحداث في زمن الموجة الأولى لجائحة كورونا.

أبارك من سويداء قلبي للكاتبة دانييلا القرعان هذا الإنجاز المفخرة والذي جاء كباكورة إنجازاتها على الأرض؛ وأتطلع لمزيد من العطاء والإنتاجية في التأليف لتثري المكتبة العربية والأردنية بالمزيد من المؤلفات الهادفة والتي تحمل رسالة التطوير والتغيير بروحية الشباب كأدوات تغيير وصُنّاع الغد المشرق بتفاؤل وأمل.

أتطلع لأن يدعم الجميع شباب وشابات هذا الوطن ليكونوا على قدر أهل العزم كما أرادهم حادي الركب وقائد الوطن جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني إبن الحسين حفظه الله ورعاه؛ ويلحققوا ما يصبون إليه ويساهموا في بناء هذا الوطن بتشاركية صوب أردن عصري يمتلك شبابه أدوات التغيير والإصلاح والنماء وفق التطلعات الملكية السامية.

والله ولي التوفيق

الدكتور محمد طالب عبيدات

رئيس جامعة جدارا

وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق

10/10/2020