انحراف الاحداث دراسة اجتماعية

مقدمــــــــة:

       ظاهرة انحراف الأحداث من الموضوعات بالغة الأهمية والتي شغلت بال الكثير من المهتمين والباحثين، وهي من الظواهر الاجتماعية الأكثر انتشاراً في كافة المجتمعات، وتؤثر سلباً على استقرارها وأمنها فالمجتمع الليبي كونه أحد هذه المجتمعات هو أيضاً يعاني من هذه الظـاهرة، وهي مرتبطة بعملية التنشئة الاجتماعية المعول عليها في تنظيم سلوك الفرد في المجتمع، وعند قيام ثورة الفاتح من سبتمبر أُدركِت أهمية وخطورة هذه الظاهرة وما ينتج عنها من سلوكيات منحرفة تمس حياة الفرد والمجتمع على حد سواء والذين يتعرضون للانحراف أغلبهم من الأحداث الصغار الذين يعول عليهم للنهوض بالمجتمع 

وتقدمه ومواجهة تحديات المستقبل. 

إن أحداث اليوم هم رجال الغد، فأي خلل في تنشئتهم ينعكس على مستقبلهم ومستقبل المجتمع كله، من هنا يجب علينا معرفة أهم الأسباب والعوامل المؤدية للانحراف، فترى هذه الدراسة أن أهم العوامل والتي من الممكن أن تؤدي إلى انحراف الأحداث هي العوامل الاجتماعية والاقتصادية. 

منها كثرة النزاعات الأسرية والمشكلات التي تنشأ بين الوالدين التي تفقد الحدث إحساسه بالأمن والثقة والطمأنينة كما أن اللين الزائد والقسوة الزائدة والإهمال من جانب الوالدين يساهم في انحراف الأطفال وتشردهم وضياعهم، وبالتالي يؤدي إلى هروب الطفل من المدرسة ومصاحبة أصدقاء السوء الذين يدفعونه إلى الانحراف والعادات السيئة مثل التدخين أو السرقة وتعاطي المخدرات تنتهي بإيداعه دار رعاية الأحداث.

هذا كله يؤدي إلى خلق جيل ضعيف منحرف فاقد القدرة على تحمل المسئولية لمساعدة نفسه وخدمة وطنه فالشخص المنحرف هو إنسان عادي لولا الظروف الاجتماعية التي أدت إلى انحرافه وسوء تكيفه مع المجتمع والبيئة لكنه ليس مجرماً بطبعه. فالإنسان ينشأ أولاً في الأسرة التي لها دور عظيم في نشأة الطفل وإكسابه الصفات الحميدة ثم الشارع ثم المدرسة والمجتمع، الكل مسئول عن الطفل وعن توفير الظروف الملائمة لتربيته وتعليمه، فالطفل يحتاج إلى العناية والاهتمام والرعاية اللازمة من تعليم ومسكن وملبس وغذاء جيد ورعاية صحية.

فالأطفال هم المستقبل المشرق وهم الدعامة الأساسية في المجتمع وحماة الوطن في المستقبل القريب فلابد أن نملأ عقولهم بالعلم الوفير لأنه النور الذي يضيء لهم  الطريق ويحميهم من الضياع والانحراف.

حيثُ تنقسم الدراسة الحالية إلى سبعة فصول على النحو الآتي:

الفصل الأول: يتناول تحديد مشكلة الدراسة وأهميتها وأهدافها والتعريف ببعض المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بها والدراسات السابقة التي لها علاقة بموضوع الدراسة ثم فروض الدراسة.

أما الفصل الثاني: التعريف بظاهرة انحراف الأحداث من وجهة نظر علماء الاجتماع وعلماء النفس وعلماء القانون. ثم العوامل المؤدية لهذه الظاهرة، ومن أهمها العوامل الاجتماعية ومنها (الخلافات والصراعات بين الزوجين، طلاق الوالدين، وفاة أحد الوالدين أو كلاهما، التربية الأسرية الخاطئة، رفاق السوء، تدليل الأطفال، المدرسة، وسائل الأعلام والاتصال). والعوامل الاقتصادية اشتملت على (الدخل، البطالة، السكن غير الملائم).

في حين الفصل الثالث: أشتمل على التنشئة الاجتماعية وعلاقتها بانحراف الأحداث وتتمثل التنشئة الاجتماعية في (التنشئة الأسرية وأساليبها، المدرسة، وسائل الإعلام  المساجد ودور العبادة، دار رعاية الأحداث).

الفصل الرابع : تناول بعض النظريات التي تفسر ظاهرة انحراف الأحداث. أولاً النظريات الاجتماعية وتشمل (نظرية الفقر والرخاء، نظرية ميرتون، النظرية الجغرافية). ثانياً النظريات النفسية وتشمل (نظرية التحليل النفسي، نظرية الاغتراب، نظرية المحاكاة).

الفصل الخامس: يتمثل في التعريف بدار الأحـداث. أولاً دار تربية وتوجيه الأحداث (ذكور) ثانياً دار تربية وتوجيه الأحداث (إناث) بمدينة بنغازي.

حيثُ اشتمل الفصل السادس على الإجراءات المنهجية للدراسة وتتمثل في نوع الدراسة والمنهج المستخدم، وقد استخدم الباحث منهج المسح الشامل، أما مجتمع الدراسة كان كل الأحداث المنحرفين الموجودين في كل من دار تربية وتوجيه الأحداث (ذكور) ودار تربية وتوجيه الأحداث (إناث)، أما جمع البيانــات فقـد اعتمد الباحث على استمارة المقابلة في جمع بياناته، ثم إجراءات الصدق والثبات للتحقق من صدق وثبات الاستمارة، وفيما يتعلق بالأساليب الإحصائية المستخدمة فقد أستخدم الباحث اختبار مربع كآي في أختبار الفروض كما تم تحديد مجالات الدراسة (المجال البشري، المجال المكاني، المجال الزمني).

أما الفصل السابع: يتضمن التحليل الوصفي للبيانات من خلال التكرارات والنسب المئوية، ومن ثم اختبار الفروض والنتائج العامة للدراسة ونتائج اختبار الفروض  والتوصيات وملخص الدراسة باللغة العربية. 

أما الملاحق اشتملت على استمارة المقابلة، ومن ثم قائمة المراجع والمصادر التي استفاد منها الباحث.