الجودة وتطبيقاتها

المقدمــــة

ان الاهتمام الكبير هذه الايام في الجودة، في القطاعين الصناعي والخدمي، له اسبابة المتعددة، منها حاجات العملاء الكبيرة للجودة، المنافسة الشديدة، الحاجة لتوفير ارباح افضل والمسؤولية القانونية للمنتجات وحتى الخدمات، وعلى اية حال، غالبا ما يكون هناك نقص في طرق التعامل مع جودة المنتجات / الخدمات.

وهذا لا يعني فقط، المستخدمين او المستهلكين للمنتجات او الخدمات، ولكن هناك اهمية كبيرة للصناعيين ومقدمي الخدمة انفسهم، لان الجودة الرديئة تعني زيادة في تكاليف اكتشاف وتصحيح العيوب، "التكاليف الناتجة عن التفتيش، الخردة، اعادة العمل والمطالبات وغيرها"، هذا ويمكن للجودة الرديئة ان تقود الى خفض حصة الاستثمار من السوق لفقدانه ثقة العملاء والتى بالعادة تشكل مجموع كبير من التكاليف المهدورة التي كان من الممكن تجنبها او تخفيضها الى ادنى نسبة ممكنة عن طريق زيادة المعرفة بالجودة وتطبيقاتها.

الكثير من الصناعيين ومقدمي الخدمة، لديهم صورة واضحة عن الجانب السلبي للجودة الرديئة، والعديد من الصناعيين ومقدمي الخدمة ايضا لا يرون بوضوح احتمالية وجود التطوير والتحسين في ارباحهم عن طريق العمل المنتظم على جودة المنتجات / الخدمات، حتى بوجود الظروف الصعبة ليصبح العمل مرضي. 

لا يمكن لاي استثمار كان ان يحقق النتائج الجيدة من خلال العمل الفردي للدوائر والاقسام في الاستثمار، لذا، من الضروري جدا للوظائف التي تتعامل مع المنتجات / الخدمات خلال عمليات التطوير والتصنيع والاستخدام ان تتعاون في هذا العمل، وهذا يعني بان الجودة يجب ان تكون محل اهتمام جميع الوظائف (دراسة السوق، تطوير وتصميم المنتج، التصنيع، الهندسة، الشراء، الانتاج، التفتيش، التسويق وخدمات ما بعد البيع)، وهذا هو الاسلوب الواسع للجودة الذي يجب على الاستثمار ان يتبعه.

انطلاقا من خبرتي وعملي الطويل في الرقابة والتفتيش والجودة وارتباطي بالمصانع والشركات المحلية من خلال عملي واطلاعي على قدرة العاملين ومقدار معرفتهم بالجودة ارتأيت ان يكون هذا الكتاب مختلف نوعا ما عن الكتب الاكاديمية ويكون ذو شكل ومواضيع مختلفة تضيف للقارئ معرفة تمكنه من العمل ولو بحد ادنى، حيث ينقسم هذا الكتاب الى قسمين رئيسين احدهما يتحدث عن مفاهيم الجودة وفلسفتها ومبادئها وابعادها بشكل نظري وعلمي لاعطاء القارئ معرفة كاملة نوعا ما عن الجودة ومعانيها وكيف ان العالم مهتم بالجودة ولماذا الدول الصناعية متقدمة في هذا المضمار، والتنافس بينهم من خلال الجودة لكسب اكبر حصة ممكنة من السوق واستمرارية العمل والتطوير في جميع المجالات مما يعود على مجتمعاتهم بالحياة الافضل.

 اما القسم الثاني فيتحدث عن  بعض البرامج والتطبيقات العملية والاساليب والادوات الفنية والادارية والتنظيمية وغيرها، لكي تساعد الدارسين على كيفية تصميم البرامج والتطبيقات او على الاقل استخدام تلك البرامج والتطبيقات والادوات في اعمالهم سواء كانت صناعية او خدمية ويكون بذلك قد رفع من سوية وتنافسية المنتجات و/ او الخدمات في السوق المحلي والاقليمي واستمرارية العمل من خلال الوصول الى الجودة المنشودة.

يشتمل هذا الكتاب على اساليب وادوات متعددة ومختلفة تزيد عن عشرين اداة، سواء كان ذلك ادوات الجودة السبعة، ادوات ادارية وادوات التطوير والتحسين والتي تمكّن الدارس من فهم العملية وتساعده في تنفيذ برامج العمل التي ينفذها والتحقق من ضبط العمليات او تنظيم الافكار او تحديد الاولويات او تحديد المتطلبات وخاصة تلك الخاصة بالزبائن وكسب الوقت وتقليل الهدر وغيرها.