التفكير الناقد - مفهومه ومهاراته وتدريسه - دليل عملي مختصر للمعلمين
- المؤلف: ابراهيم علي سالم العوضي
- عدد الصفحات: 180
- سنة الطبع: 2020
- نوع التجليد: Soft Cover
- رقم الطبعة: 1
- لون الطباعة: Black
- القياس (سم): 17*24
- الوزن (كغم): 0.311
- الرقم المعياري (ISBN): 9789957916534
سلة التسوق الخاصة بك فارغة!
وصف المنتج
المقدمـــــة:
في عام 1990م قدمت الجمعية الفلسفية الأمريكية تقرير دلفيالشهير حول التفكير الناقد، وكانت جلّ توصيات التقرير الذي أعده بيتر فاشيون 1990) (Facione, تؤشر على ضرورة أن يتوجه التعليم في المدارس نحو تفعيل مهارات التفكير الناقد بهدف إعداد مفكرين ناقدين قادرين على مواجهة الحياة والتعامل مع متطلباتها باعتبار أن مهاراته هي المهارات اللازمة لبناء الشخصية المتعلمة المتكاملة مدى الحياة.
هذه الملاحظة المهمة للجمعية الأمريكية تختصر هدف
التعليم والتعلم، وتؤشر على ضرورة أن يتوجه التعليم نحو التفكير الناقد الذي اسمته
هوك (Hook) بالحكمة العملية؛ لأنه يعمل على إعداد الطلبة بالأدوات والمهارات
الفكرية التي تعظّم من قوة شخصياتهم، وتجعلهم فاعلين في معالجة مشكلات الحياة
اليومية وتصرّفاتها.
ولقد بدأت الاتجاهات التربوية العالمية تأخذ هذا المنحى
بتوجهها نحو فكرة الاختبارات الدولية، التي تجمع عددًا كبيرًا من دول العالم في إطار
تنافسي يقارن بين أنظمتها التعليمية، ويفتح المجال بينها للاستفادة من التجارب
الرائدة التي لديها في موضوعات التعليم والتعلم، والمتأمل في هذه الاختبارات
وطبيعة الأسئلة التي تنطوي عليها يكتشف أنها تؤكد على مهارات التفكير الناقد
تحديدًا، الأمر الذي يجعلنا نؤكد أنها تحمل دعوة مبطّنة لجميع الدول بضرورة مراجعة
نظم تعليمها وتغيير التعاطي مع المناهج فيها على أنها مصادر للمعرفة، والتحول إلى
التعامل معها على أنها مثيرات للتفكير في القضايا الأساسية في كل مبحث ومادة، وبناء
منهجية فكرية لفهمها وبحثها ودراستها.
وليست هذه الفكرة والدعوة بِدِعًا من الجمعية الأمريكية
بل إن كثيرًا من الفلاسفة والمفكرين على مر العصور والأزمان أكدوا على هذه الفكرة،
ونشير هنا إلى أن كثيرًا من علماء مسلمين تناولوا موضوعات التفكير الناقد في كتاباتهم،
وقد اعتد حجة الإسلام الإمام الغزالي في مقدمة كتابه المستصفى من علم أصول الفقه
موضوعات التفكير الناقد مقدمة ضرورية ليس لعلم الأصول وحسب، بل مقدمة للعلوم
النظرية كلها واعتبر أن "من لا يحيط بها فلا ثقة بعلومه أصلا "
(الغزالي، 2008).
وتأكيدًا على أهمية هذا التوجه في التعليم تُسارع دول
كثيرة في عالمنا العربي اليوم نحو المشاركة في الاختبارات الدولية وتسعى للتنافس
مع الدول المتقدمة في هذا المجال، وأصبح متوسط أداء الدول في هذه الاختبارات معيارًا
يؤشر على قوة النظام التعليمي وفاعليته، وقد أكدت الأردن في أكثر من محفل على
أهمية هذه المشاركة، والتحول نحو معالجة مشكلات التدريس الصفي بالنظر إلى نتائجها
في هذه الاختبارات.
وهذا الكتاب الذي نقدمه للعاملين في الحقل التربوي عامة،
وللمعلمين خاصة يحاول نقل التفكير الناقد إلى دائرة الضوء بشكل أوسع، بل إنه يسعى
إلى تقريبه للمعلمين على نحو عملي وليس على الشكل التنظيري المعتاد كما تفعل الكتب
التي عالجت هذا الموضوع. فهذا الكتاب ينطوي على استراتيجيات عديدة لتدريس مطلوبات
التفكير الناقد وتوظيفها في الغرفة الصفية بهدف بناء الحاسّة النقدية عند الطلبة
التي تجعلهم مفكرين متعمقين حكماء في سياق تعلمهم وفي وقائع حياتهم اليومية.
وقد قدمت في هذا الكتاب "الدليل" عدة أفكار
جديدة في أسلوب عرضها للتفكير الناقد أجملها بما يأتي:
أولًا: قدمتُ مفهوم التفكير الناقد ومهاراته بطرح مختلف عن الطروحات
القديمة والتقليدية، فقد بينتُ أن التفكير الناقد ينطوي على ثلاث مهارات فقط هي
بجملتها التفكير الناقد؛ فإذا انفصلت واحدة منها لم يصلح أن يسمى تفكيرًا ناقدًا،
وهذه المهارات هي: التحليل والتقويم والحكم، ولكل مهارة مكونان لا ينفكان عن
المهارة ذاتها.
ثانيًا: أفرط المؤلفون الأجانب في كتبهم بِعَدّ مهارات التفكير الناقد، وشاب
هذا العدّ خلطٌ وعدم تحديد - وتابعهم على ذلك المؤلفون العرب- حتى أوصلها بعضهم إلى
35 مهارة. وقد استدركتُ على هذه المنهجية في هذا الكتاب، وتم الإيضاح بأن كثيرًا
مما يسمونه مهارات هي في حقيقتها مطلوبات للتفكير الناقد وليست مهاراته، وقد أسهبت
في شرح ذلك في تضاعيف الكتاب وفي أكثر من موضع منه، حيثما لزم التوضيح. فتحديد
الافتراض وتمييز الحقيقة والرأي، وتحديد السبب والنتيجة، وتقويم الحجج، والاستدلال
... إلخ لا تعد أبدًا مهارات بل هي مطلوبات توظف مهارات التفكير الناقد لاستخلاصها.
ثالثًا: هذا الكتاب دليل عملي مختصر للمعلمين حول مطلوبات التفكير الناقد،
والمهنجية التي عرضت بها المطلوبات أنني بدأت أولًا بالتعريف بمطلوب التفكير
الناقد، ثم بينتُ كيف يتصل المطلوب بمهارات التفكير الناقد، ثم بينتُ الإجراءات
التي يُنفذ فيها النشاط داخل الغرفة الصفية، وكيف تصمم أوراق العمل الخاصة به، كما
اقترحت بعد ذلك تطويرًا لكل نشاط وعَددت صور المهام التي يمكن أن ينفذ فيها
النشاط.
رابعًا: عرضتُ في نهاية كل مطلوب من مطلوبات التفكير الناقد سؤالًا أو
سؤالين من أسئلة الاختبارات الدولية (البيزا PISA أو التيمس TIMSS) كي يتبيّن
المعلم كيف جاءت صيغة السؤال في الاختبارات الدولية على هذا المطلوب.
وأخيرًا فإن هذا الدليل هو محاولة جادة لفهم طبيعة
التفكير الناقد من حيث مفهومه ومهاراته ومطلوباته، وبيان كيفية تطبيقه داخل الغرفة
الصفية، وأظن أن هذه هي المحاولة العربية الأولى في هذا الباب. فالكتب التي تناولت
التفكير الناقد لم تُعرّج على وصف أنشطة تفكيرٍ ناقدٍ بعينها داخل الغرفة الصفية
ولا كيف تحدد إجراءاتها ولا كيف تنفذ.
وختامًا فإن رجائي أن يحقق هذا الكتاب المبتغى منه وهو
إثارة التفكير في قضايا التفكير الناقد، وتبسيط تناولها داخل الغرفة الصفية، لتصبح
جزءًا لا يتجزأ من منظومة التدريس وإجراءاته الذي ينفذه المعلم داخل الغرفة
الصفية.
وآخر دعوانا أن الحمد
لله رب العالمين
الفصل الأول:
التفكير الناقد: مفهومه وأهميته
هل الوصول إلى تحديد مفهوم التفكير الناقد ضروري؟ ولماذا؟
تعريفات التفكير الناقد
نهج
المدرسة الفلسفية
نهج
مدرسة علم النفس المعرفي
نهج
العاملين في الحقل التعليمي
وجوه
الاتفاق بين المدارس الثلاث
وجوه
الاختلاف بين المدارس الثلاث
الفصل الثاني:
مهارات التفكير الناقد ومطلوباته
كيف نفكر؟
نموذج مهارات التفكير الناقد
مطلوبات التفكير الناقد
أمثلة على مطلوبات التفكير الناقد
كيف تبنى الحاسة النقدية عند الطالب؟
الفصل الثالث:
تطوير التفكير الناقد
الثقافة الصفية والحاسة النقدية
كيف
يكون المعلم مستبصرًا بالتفكير الناقد؟
كيف
تتشكل الثقافة الصفية القائمة على التفكير الناقد؟
التفكير النشط والتفكير الشطط
إنشاء الدروس: منظومة عمل التفكير الناقد
التمييز
بين الرأي والحقيقة
تحديد
السبب والأثر
الاستدلال
تحديد
الافتراض
الحجج
وتقويمها
الخاتمة
قائمة المراجع