قضايا معاصرة في التربية - نماذج وتحولات رائدة في التربية والتعليم

مقدمـــــة:

تُعد التربية ضرورة تنموية للمجتمعات، وهي عماد التطور والازدهار، ووسيلة البقاء والاستمرار، وضرورة اجتماعية في تلبية احتياجات المجتمع، وضرورة فردية في تلبية احتياجات الأفراد وتكوين الشخصية وصقل قدراتهم ومهاراتهم وثقافتهم بما ينسجم والمجتمع، إذ إنها تُعد عملية التكيف أو التفاعل بين الفرد وبيئته التي يعيش فيها، وبشكل نشط وفاعل.

وفي ظل ما تشهده المجتمعات من تطورات معرفية وتكنولوجية كبيرة، فرضت تحديات على مختلف الأنظمة التربوية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ما يتطلب إحداث تغييرات في النظام التربوي باعتباره المحور الرئيس لتنمية المجتمعات وتقدمها.

ويأتي دور التربية في مواكبة هذه التطورات، من خلال تبني وتطبيق أفكار وسياسات واستراتيجيات واتجاهات تنسجم والتطورات التي يشهدها القرن الحالي، لتستطيع بذلك تحقيق وظيفتها في إحداث التفاعل وبناء شخصيات الأفراد ودفع عجلة التنمية وتطور الأفراد والمجتمعات.

ويأتي هذا الكتاب بهدف تسليط الضوء على القضايا التربوية المعاصرة في التربية، والمفاهيم والاستراتيجيات المرتبطة بها، وتوسيع مدارك القارئ لتعميق فهمه للموضوعات التي يعالجها الكتاب، ليكون مرجعاً أساسيا له في هذا المجال، ومرجعاً حقيقياً لأساتذة تخصصات كليات التربية وطلبتها في المعاهد والكليات والجامعات العربية، وللمعلمين والعاملين في التربية والتعليم، وللباحثين التربويين.

وجاء الكتاب مبوباً في خمسة فصول؛ يبحث الفصل الأول في بعض المفاهيم التربوية المُعاصرة، التي تشكل بنية معرفية جيدة فيها مثل: التربية والديمقراطية، والتربية الأخلاقية، والتربية الفاعلة، ومدرسة المستقبل، والتدريس والتعليم والتعلم والتدريب، والتعلم والمُقررات الإلكترونية، والمُتعلم النشط، والتعلم والتعليم التكاملي، والتقويم من أجل التعلم، واستراتيجيات التقويم البديل وأساليبه.

ويركز الفصل الثاني على عرض الموضوعات المتصلة بالتحولات التربوية الرائدة في التعليم والتعلم، والذي يتضمن بعض التجارب التربوية الرائدة في التعليم والتعلم، واعتبارات واقتراحات رئيسة في تطوير التعليم، والتحول التربوي المنشودة في التعليم والتعلم مثل التحول المنشود: في دور المتعلم، ودور المعلم، والمنهاج المدرسي، واستراتيجيات التعليم والتعلم والتقويم، والبناء المدرسي والبيئة المدرسية.

في حين يختص الفصل الثالث في تسليط الضوء على إطار المعرفة المتصل بالمحتوى والبيدغواجيا والتكنولوجيا (TPACK) والمفاهيم المرتبطة به، ويتم تناوله من خلال موضوعات عدة مثل: الكفايات التعليمية الجديدة في ضوء العصر الرقمي، والبيداغوجيا (Pedagogy) والمعرفة (Knowledge)، وأطر المعرفة في العصر الرقمي، وأجيال المعرفة المتصلة بالمحتوى والبيدغواجيا والتكنولوجيا (TPACK)، ومكوناته، وأهم النتاجات التي يحققها للمعلمين، واستخدامات إطار (TPACK).

أما الفصل الرابع فيتناول كفايات المعلم المعاصر وخصائصه، ويتم تناوله من خلال تسليط الضوء على خصائص المعلم وعلاقته بالابتكار، وخصائص
المعلم الناجح، وسمات المعلم المبتكر، وأهم كفايات المعلم المعاصر، وأهم أدواره المعاصرة.

في حين يختص الفصل الخامس والأخير في استراتيجيات التدريس المتمحورة حول الطالب، ويتم تناوله من خلال مناقشة المفاهيم المرتبطة في استراتيجيات التدريس، وخصائص استراتيجية التدريس الفاعلة، وبعض الاستراتيجيات المتمحورة حول الطالب.

وأتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم هذا الكتاب، وفي عرض موضوعاته ومحتواه، بأسلوب سلس ومنطقي، كي يكون إسهاماً فاعلاً في دعم الأدبيات العربية المتصلة بالتربية وأصولها.

والله ولي التوفيق ، ، ،