فصل الخطاب في تبيان الارهاب واثره على الامن والسلم العالمي

مقدمة

لقد آلمني وقض مضجعي، أنهكني وأشغل بالي ما أراه وأسمع عنه وأقرأه من أحداث يعيشها بني الإنسان في نهاية القرن العشرين وبداية الحادي والعشرين، الذي يمكن أن يقال عنه، أنه زمن تفجر الحضارة والمعرفة والعلوم وتقدم الصناعات والعصرنة، مما يجعل البشرية تحلم في حياة هانئة رغيدة.

لكنه ومع الأسف الشديد، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فاستبدلت الأحلام بالأوهام، وعادت شريعة الغاب يلتهم القوي الضعيف، أو يسخره لعبوديته، لتعود تجارة الرقيق والإتجار بالبشر، لا بل زادت وتوسعت، من تسخيرهم للخدمة والعمل إلى تجارة الجنس وبيع لحومهم وأعضاء أجسادهم في أسواق النخاسة بأبخس الأثمان.

فأصبحت السمة الرئيسة لهذه الحقبة من الزمن، هي الرعب والخوف، فالطفل مرعوب والبالغ مهموم يعاني الجوع والفقر والعوز على نفسه أولاً وعلى أفراد أسرته ثانياً وعلى ما يخبئه قادم الأيام مما هو أدهى وأمر.

فالإرهاب ضرب أقطار العالم أجمع، بدون هوادة ورحمة، على مستوى الأفراد والجماعات والتنظيمات، ثم ارتقى من بعد ذلك إلى مستوى الدول الكبيرة والصغيرة على حد سواء.

فكان من بعد ذلك الحيرة، التي احتار منها العلماء والحكماء وأهل الرشد، فأصبح الحليم حيران، من هذا الإرهاب الذي امتد ليغطي جغرافية العالم أجمع، ما هو؟ وما أسبابه؟ وما وسائله؟ وإلى أين يسير ومتى ينتهي؟ وما هي آثاره؟ منهاج جديد؟ وما هذا المنهاج؟ هل يرمي إلى إيجابيات أم سلبيات؟ فإن كانت إيجابيات فهل عجزت عقول الحكام والساسة، إلاّ أن ينهجوا هذا النهج، التدمير بالقوة الفتاكة التي أهلكت الزرع والضرع.

كل هذه التساؤلات، وغيرها الكثير، مما سأتطرق إليه في هذا السفر، آملاً وراجياً أن يعينني رب العزة والعطاء والإلهام، أن يكون به من الشيء الجديد، الذي يزيد الإنسان معرفة وثقافة ووعياً. لفهم حقيقة الإرهاب، ومن هم صانعوه وما غاياتهم وأهدافهم، وما خلف الأكمة من خبايا.

المؤلف