رسائل بلاغية من القران الكريم ج2 علم المعاني

مقدّمــــة

       يقصد بالرسائل البلاغة منهاج البلاغة الذي يُعدّ بداية لطلبة المعاهد التعليميّة من أجل خلق استعداد بلاغي عند هؤلاء الطلبة، وتوطئة لما يأتي بعده من أساليب بلاغية أعلى مستوى في الدراسات الجامعية، من أجل دراستها والاطلاع على نماذج منها، وتقليدها في القَوْل والكتابة؛ لِما فيها من متعة وجمال وسحر في التعبير عمّا يجول في النفس من أحاسيس وأفكار. فقد قال رسول الله   " إنّ من البيان لسحرا"  .

قال تعالى: : " إنّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون "  (يوسف: 2). فالقرآن نزل عربيا على نبيّ عربيّ في أمّة عربية، بأسلوب عربي؛ لكي تعقله، وتفهم ما ورد فيه، لهذا غدتْ دراسة اللغة العربية وعلومها وفنونها، 

وبخاصّة فنون البلاغة، واجباً دينياً؛  لما لها من دور كبير في فهم ما 

جاء في القرآن الكريم فهماً سليما تستريح له النفس المؤمنة، وتلتزم بما جاء فيه.

مع أنّ القرآن الكريم جاء بكلام  وبيان عربي كما كانوا يتكلّمون، إلاّ أنه فاق العربية، وزوّدها بكثير من الألفاظ  والقواعد والمصطلحات والفنون البلاغية حتى غدا قاعدة يُقعِّد عليها خطباءُ العربية وأُدباؤها.

وحتى لا نطيل الحديث، فالبلاغة المدرسيّة تشتمل على ثلاثة فنون أو علوم رئيسة هي:

1-  فن البيان، ويعالج الكثير من الموضوعات منها: التشبيه، الحقيقة  والمجاز، أنواع من المجاز، الاستعارة، والكناية.

2-  فن المعاني، ويعالج الكثير من الموضوعات منها: الخبر والإنشاء، أنواع الإنشاء وأغراضها البلاغيّة، القصر، الإطناب.

3-  فن البديع، ويعالج الكثير من الموضوعات، منها: السّجع، الطباق، التورية، المقابلة، وألوان أخرى.

الهدف الرئيس لهذه الرسائل هو هدف تعليمي تطبيقي من أجل التعرف إلى الأساليب البلاغيّة واكتسابها، فيزداد كلامنا حسناُ وبيانا وتأثيراً في النفوس.

يجتهد المؤلف عادة، وقد يخطئ في اجتهاده، ويسهو فيُخطئ أيضا، والخطأ يظلُّ خطأ، سواءً أكان اجتهادا أم سهوا أم طباعة، لا يُمكن الدفاع عنه؛ ولكي يتمُّ تنقية هذه الرسالة من أخطائها – إن وُجدت- يرجو المؤلف من القراء الكرام موافاة الناشر بملاحظاتهم، حتى يتمُّ الأخذ بها، شاكرا  لهم هذا الصنيع الجميل في خدمة اللغة العربية. 

المؤلف