مقدمة في اللغويات المعاصرة

 :المقدمـــة

يقدم هذا الكتاب للقارئ العربي لأول مرة فصولاً في علم اللغويات المعاصرة أو ما يعرف باللسانيات، وقد قمنا باختيار هذه الفصول لتمثل الجوانب الرئيسة التي يعنى بها هذا العلم ويدرسها دراسة علمية، بمعنى أن المنهج المتبع في معالجة قضاياها الرئيسة هو المنهج العلمي الذي يعتمد أسلوب الملاحظة ووضع الفرضيات ثم اختبارها للوصول إلى النتائج الصحيحة والاستنتاجات الدقيقة.

أما الفصول التي يتضمنها الكتاب فتعكس اهتمامات الدارسين والباحثين في حقول علم اللغويات المعاصرة وأهمها ما يلي:

علم الأصوات (الصوتيات)

يبحث هذا الفصل في الصوت الإنساني من النواحي الفيزيولوجية (إنتاج الأصوات بواسطة أعضاء الجهاز الصوتي عند الإنسان، أما النواحي  الأخرى وهي الخواص الفيزيائية للأصوات acoustics وكيف يتم إدراكها auditory  phonetics  فلم يتم تناولها في هذه الطبعة من الكتاب، آملين أن يتم ذلك في طبعات لاحقة.

الفونولوجيا (النظام الصوتي)

يتناول هذا الفصل النظام الصوتي في اللغة وعلى الأخص الوحدات الصوتية المميزة (الفونيمات) التي يتألف منها النظام الصوتي في اللغة، وكيف تستخدم هذه الوحدات في أداء المعنى.

علم الصرف (المورفولوجيا)

يدرس هذا الفصل بنية الكلمة وطرق اشتقاقها كما يتناول تحليل الكلمة إلى عناصرها ومكوناتها الأساسية (المورفيمات).

النحو

خصص هذا الفصل لعرض مناهج النظر النحوي: المنحى التقليدي والمنحى التقريري والمنحى الوضعي والقواعد التحويلية للجملة.

علم الدلالة

ينصب الاهتمام في هذا الفصل على معاني الكلمات والجمل وبخاصة العلاقات بين الكلمات وأهميتها بالنسبة للمعنى كالترادف والتضاد والاستلزام والاقتضاء.

أما الفصول المتبقية فتعالج موضوع الاستخدام اللغوي pragmatics لبيان أهمية عوامل السياق context من زمان ومكان، وهوية المستمع والمتكلم، والروابط الاجتماعية بين الأفراد المشاركين في الحديث ومعتقداتهم. وموضوع اضطرابات التخاطب من حيث أنواعها وأسبابها وعلاجها، وموضوع اللغويات التاريخية الذي يركز على عوامل التغيير التي تنال من اللغة في بنيتها الصوتية والنحوية ومدلولات ألفاظها. هذا بالإضافة إلى مواضيع ارتباط اللغة بالمجتمع والثقافة وغيرها من المواضيع التي جعلت من اللغة محط اهتمام الباحثين من ميادين مختلفة كعلم النفس والحاسوب والاجتماع وغيرها.

إننا نضع هذه المقدمة بين يدي القارئ ونحن مدركين أنها بداية لطريق طويل يسعى إلى تيسير تقديم علم اللغويات المعاصرة إلى القارئ العربي بلغته الأم، وخطوة أولى نخطوها في مسار هذا العلم الذي استقطبت دراسته أعداداً كبيرة من الطلبة في العديد من جامعات العالم، ولم ينل بعد حقه من الدراسة والتدريس في الجامعات العربية.

المؤلفون