عين الرقيب قراءات في القصة القصيرة جدا

عين الرقيب قراءات في القصة القصيرة جدا


  • المؤلف: ساجد محمد رضا المسلماوي
  • عدد الصفحات: 362
  • سنة الطبع: 2021
  • نوع التجليد: Soft cover
  • رقم الطبعة: 1
  • لون الطباعة: Black
  • القياس (سم): 17*24
  • الوزن (كغم): 0.537
  • الرقم المعياري (ISBN): 9789957918354

$23.00
النوع : 9789957918354
حالة التوفر : 1000
مشاهدة 2615 مرات
تحميل الفهرس

وصف المنتج

مقدمة المؤلف


      ما بين الألفة والنفور والبغية واللاإرادة، تتراوح مؤشرات الرضا من عدمه ما بين بلوغ القمة ومقاربة الفشل لدى محاولة الأديب أياً كان لاستدراج لحظات عصيبة عصفت بحياته كإنسان نحو مناطق التدوين والتثبيت في سجل المنجز الشخصي على الخصوص والمدون التاريخي على العموم.. وعلى الرغم من أن النصوص الحديثة لا تسمح كثيرًا بجعل اليوميات والحوادث الدراماتيكية تمتلك زمام الأمور في بناها وتوجه عناية القارئ الخبير نحو الومضة واللحظة الزمنية الخاطفة، إلا أنها لم تستطع مسايرة التطور التكنولوجي وعجز النظريات الحديثة وما بعدها عن إيجاد أو استنباط شكل وأسلوب جديدين للنص الحاضر فيما بعد، ولدى دخول وسائل التواصل الإجتماعي على الشبكة العنكبوتية ووصولها إلى أبعد قرية في العالم، بات من الضروري إيجاد هذا الشكل الجديد الذي يتواءم مع سرعة الحدث وقوته الخاطفة.

هي ليست عملية تبديل الجلد كما تفعل الأفعى، إنما ما يشبه الخلق لكائن القصة الجديد والقادر على التعامل السيكولوجي والوضعي لإنسان القرن الواحد والعشرين.

من هنا ولدت القصة التي تهمل التفاصيل المملة والوصف المطول، وتختزل الثيمة إلى حدث صادم يثير في النفس تساؤلات كثيرة، وشجوناً كثيرة، وحيث تمر عبر آفاق المعرفة وتنامي ثقافات الإنشاء نوايا سرمدية للعقل وتطلعات مبهرة للروح في أن تستدرج إلى واقعها الرتيب عوالم أخرى للولوج إلى مدن نائمة أو مدن غائبة عن الوعي على مدى قرون طويلة، ظهر الكائن الجديد إلى الوجود متعكزا على أربع ركائز رئيسة:

1- الثيمة

2- اللغة

3- التكثيف

4- الإختصار

وقد إختلف النقاد حول تاريخ ظهور هذا النوع من الكتابة، ولكن الأرجح ثلاثينيات القرن الماضي أو قبلها بقليل، ومذ بحث الكتَّاب عن وسيلة جديدة للتعبير عن أفكارهم بطريقة مختلفة تزيح المعاني وتحرك الألفاظ نحو مناطق أخرى تعطي معاني مغايرة سواء على مستوى الحدث أم على مستوى اللفظ، وهذه القضية قد ضمنت أمرين مهمين:

الأول: إن المتلقي سيكون شريكًا حتميًا في ملكية النص، وله أن يبني نصه المحايث ويحرك الأبطال كيفما يشاء ليحقق متعته الذاتية من خلال خيال خصب يمنحه إياه النص الأم.

الثاني: القضاء على ظاهرة التكرار والاجترار التي أصابت الأدب الكلاسيكي، إذ أصبح كل ما يقال قد قيل من قبل.. كم بطلًا عاشقًا تخلت عنه الحبيبة، وكم فقيرًا عانى من المرض وتعرض للموت، وكم وكم و…..

إلا أنَّ القصة القصيرة جدًّا واجهت الكثير من التحديات أهمها:

الأول: تطور الفنون الأخرى كالشعر والمسرح والسينما وسهولة التلاقح الثقافي معها بفضل الوسائل الحديثة للتصوير والإعلان والعرض وسرعة نقل الحدث في بقاع المعمورة، ساهم بشكل فاعل في استكشاف مناطق جديدة للكتابة بالاستفادة من تجارب الغير وإن كانت في ميادين مختلفة الرؤى والمعايير، ذلك أدى إلى انعدام التجنيس بين الفنون المتقاربة لأنها اقتربت من الحدود الفاصلة بينها كثيرًا.. فالقصة تنهل من الشعر والعكس بالعكس وبالتالي فبالكاد أمكن التمييز بينهما أو أنَّ ملامحهما أصبحت متشابهة إلى حد بعيد.

الثاني: الأمر الأول أدى إلى دخول الأدعياء الذين يكتبون نصوصًا ما أنزل الله بها من سلطان بحجة الإنزياح اللغوي والرمزية والشعرية… وهكذا.

بيد أنَّ الرجوع إلى ما طرحه الشكلانيون خاصة الروس منهم حول ضرورة إبداء المهارة والتكنيك العالي واستخدام المحسنات اللفظية لضمان القيمة الفنية العالية للآداب بصورة عامة، يبدو فيه إنقاذًا لهذا الصنف الجديد من القصة على الرغم من أنه مستنبط من القصة القصيرة والنص الشعري الحديث.. عليه فإنَّ إدخال التالي:

1- الرمزية

2- الشعرية

3- التناص

4- الحبكة والحدث

5- المفارقة

وهي عناصر مؤثرة بشكل خطير على إنقاذ القصة القصيرة جدًّا من السقوط في بئر الضياع وتولد الإحساس بضرورة الإستمرار بالبحث عما ينمي المعرفة الجمالية ونبذ ركام القرون الماضية.. وبنظرنا فإنه حتى شكل الحرف المكتوب وزهو الألوان التي تعرضها الوسائل العلمية الحديثة وبداعة الصورة ساعدت في تحفيز مبدعي القصة القصيرة جدًّا نحو الإهتمام بالألفاظ والوقوف عندها طويلا لكي تستحق تاج الملوكية الممنوح لها، فضلا عن وجود حالة التنافس المدعمة بأنانية المبدع على اعتبار أنَّ كل ما ينشر الآن في العالم طوع التناول في أي وقت مما يوفر الوازع النفسي باتجاه التواصل أولاً والتنافس ثانيًا.. هو شعور بالزهو المبطن بالخوف والإستمتاع بلذة المنتج ومجهولية القادم.

يتبقى مسألة تحقيق التوازن ما بين الثيمة وعناصرها واللغة وعناصرها، فتسيد الثيمة بشكل مباشر يؤدي إلى الإخبارية والمباشرة التي تميت المتعة وتصيب الآخر بالملل، فيما إغراق النص بالرمزية العالية يؤدي إلى تشظي الثيمة وضياعها ولن تجدي محاولات المتلقي للمِّ شتاتها لأنها لن تقف على أرضية صلبة.. إنَّ مسك العصا من الوسط هو الحل الناجع للسيطرة على جميع عناصر بنية النص القصصي القصير جدًّا.

لقد أصبحت القصة القصيرة جدًّا هي أيقونة العصر الحديث، وفاكهة جميع المنتديات والملتقيات الأدبية على مدار اليوم.. ولدت من رحم تاريخ الإبداع الأصيل وستظل لسنوات طويلة.

ولقد أُسست على مستوى الوطن العربي خلال السنوات العشْر الماضية رابطات تعنى بالقصة القصيرة جدًّا ونقدها على صفحات التواصل الإجتماعي، ليكون تواصلا أدبيًا وثقافيًا عبر الأثير... وأهم هذه الرابطات:

1- رابطة القصة القصيرة جدًّا في سورية

2- رابطة السرد في العراق والوطن العربي

3- رابطة الهراديبية

وابتداءً من عام 2016 ولغاية إصدار هذا الكتاب، دأب المؤلف على تأسيس فقرة حرة تحت مسمى (عين الرقيب) تتنقل بين هذه الرابطات لمتابعة وتحليل النصوص الفائزة في المسابقات الشهرية التي تقيمها بهدف:

1- محاولة جادة لتثبيت أركان القصة القصيرة جدًّا، والتي طال حولها النقاش واللغط والأخذ والرد حتى وقتنا الحاضر.

2- تثبيت الملاحظات سواء بالسلب أو الإيجاب حول النصوص موضوع البحث بكل حيادية وبدون شخصنة أو مساس بالسيرة الإبداعية للكتّاب... وقد أخذ هذا الجانب صداه عند الكتاب أنفسهم من خلال متابعة الفقرة شهريا.

ونكاد نجزم أنَّ هذه الفقرة ساهمت بشكل وآخر في ارتفاع المستوى الفني للنصوص بالتقادم، لذا آثرنا جمع الحلقات وتصنيفها بحسب الرابطات التي ذكرنا آنفا، مع بعض النصوص القصصية للمؤلف تناولها نقاد وكتاب آخرون، عسى أن يكون هذا الكتاب مرجعًا للمهتمين والمبتدئين في كتابة هذا الجنس الأدبي الرفيع.

ختامًا، نتوجه بالشكر الجزيل لكل من:

1- الناقد الكبير الدكتور زهير سعود رئيس رابطة الهراديبية في سوريا.

2- الكاتب المبدع الدكتور محمد ياسين صبيح رئيس رابطة القصة القصيرة جدًّا في سورية.

3- الكاتب المبدع محمد الميالي – رابطة السرد في العراق والوطن العربي.

لاهتمامهم ورعايتهم لـ (عين الرقيب) وتقديمهم لهذا الكتاب.

كما ونتقدم بخالص شكرنا للسيدة الكاتبة المبدعة رندا المهر من (الأردن الشقيقة) لتكلفها عناء جمع الحلقات وتنسيقها وفرزها حسب الرابطة، وللكاتب المبدع الأستاذ الدكتور أيمن دراوشة من (الأردن الشقيقة) لتجشمه عناء التدقيق 

اللغوي للكتاب، وللسيدة الكاتبة المبدعة رولا العمري (من الأردن الشقيقة) لتصميمها الغلاف.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين وعلى آله وصحبه.



ساجد المسلماوي

العراق/ 2021



الفصل الأول

نصوص في رابطة القصة القصيرة جدًّا في سورية

الفصل الثاني

نصوص في رابطة السرد في العراق والوطن العربي

الفصل الثالث

نصوص في رابطة الهراديبية

الخاتمة

قراءة نصوص للمؤلف باقلام كتاب آخرين