مشاعر على ورق

{الـمـقـدمـة}

بسم الله الرحمن الرحيم

    إسراء إدريس ابنة مدينة الخليل الفلسطينية، نشأت في بيت دين وعلم وأدب، خريجة كلية الهندسة من جامعة بوليتكنك فلسطين.

هذه البيئة التي عاشتها وتعيشها إسراء، والتي صقلت منها شاعرة رائعة، وهذا ما استنبطته من خلال متابعتي لقصائدها في ديوانها الأول.

   والمتابع لأشعار إسراء والمتمعن فيها يلاحظ قدرة عالية  وواعية على النظم من خلال ركوب عباب كل بحور الخليل بسلاسة؛ وكأنها ولدت في  عكاظ  وفي حي النابغة الذبياني بالذات.

   كما يلاحظ في شعرها طول النفس أحياناً كما أنها تميل للتكثيف والاختزال أحياناً أخرى، وهذا يعني أنها جمعت في يدها الأسلوبين (أسلوب القدامى، والأسلوب الحداثوي).

في قراءة الديوان الذي بين أيدينا نلاحظ بلاغة الشاعرة وجمال رسمها للصورة الشاعرية والاعتداد بالنفس شأنها شأن الشعراء الكبار، وليس أدل على ذلك من قولها في قصيدتها (أنا والغرام):

أُرِيقُ بِصَدِّي مِياهَ الوُجُوهِ

وَلا يَعْتَرِينِي مُهَابُ الصِّدامْ

أَنَا لَسْتُ مِثْلَ اللَّواتِي تَرَى

وَقَلْبي عَلَى مَنْ تَهَاوَى حَرَامْ

فُؤادِي عَصِيٌّ وَليسَ يَنَام

وَإِنْ بتُّ أَبْغِي الهُيَامَ اسْتَهامْ

كما ويلاحظ جلياً قوة انتماء الشاعرة لأسرتها ومحيطها من خلال القراءة في قصيدتها (أسطورة الحب ).

إجمالا أجدني أقف بين أوراق شاعرة شابة انقادت لها اللغة وأحسنت اغتنام المجاز، وإني أتوقع لها مستقبلاً رائعاً في عالم الأدب، متمنياً لك التوفيق الشاعرة المبدعة إسراء إدريس.

عدنان حماد