مفاهيم تربية السلام في المناهج الاردنية - كتب التربية الوطنية والمدنية انموذج

المقدمة :

تعد مفاهيم تربية السّلام ضرورة ملحة في وقتنا الحاضر؛ لما يشهده العالم من عنف، وصراعات ونزاعات على كافة الأصعدة المحليّة والدوليّة، يستدعي التّركيز على مفاهيم التعايش والتسامح وثقافة الحوار والمحبة، ونبذ الحروب، ونبذ التطرف، والإرهاب وقبول التّنوع؛ لأنّ السّلام هو حق إنساني يجب أن ينعم به جميع البشر؛ حتى يعيشوا حياةً آمنةً مطمئنةً في أجواء تسودها الألفة، والتسامح والمحبة بعيدةً كل البعد عن الكراهية والعدوان والتّعصب، وهذا ما تتطلع إليه الدول في الوقت الحالي، بتوفير الحياة الآمنة والكريمة لشعوبها، وهذا ما يسهم بتطور وازدهار المجتمعات وتقدمها.

إن المُتتبِع لسلوكيات البشر يرى بأنها لا تسير وفق الحلم الذي يصبون إليه وهو حلم السّلام، فالمُلاحِظ يشعر بأنّ السّلام بدأ يتراجع تدريجيًا في نفوس البشر، فهناك صراع ما بين الشهوات والرغبات من جهة، و بين العقل والضمير من جهةٍ أخرى، فعلى مستوى الأسرة هناك مشاكل تعزى للخلل في الحقوق والواجبات المناطة بأفرادها ، ويلاحظ بأنّ الكراهيّة والحقد والظلم وعدم المساواة موجودة في المجتمع، وهذا أدى إلى ظهور العدوانيّة والكراهية والحقد بين أفراد المجتمع، وغياب مفهوم السّلام الذي يدعون إليه (السباعي، 1998).