الحقائق المخبوءة في العلاقات الامريكية الاسرائيلية الايرانية وانعكاساتها على الوطن العربي

مقدمة :

 بداية أرجو أن يعلم القارئ، أن كل ما سنتطرق له في فصول هذا الكتاب من مواقف أمريكية وإيرانية معلنة أو خفية، وحسب إرادة هذه الدول، يصب في مصلحة إسرائيل أولاً، وقبل أن تسعى كل دولة منهما إلى مصالحها الذاتية، والسبب أن قناعة الإدارات في هاتين الدولتين تجزم أن رضى إسرائيل هو الباب المفتوح الذي يجلب لها الخير والسعادة، وإن هذه هي الثقافة المترسخة في عقول الأجيال في كلا الدولتين والمسيطرة على الرأي العام، هذا هو الواقع بالرغم من الحقائق التالية:

1-      التضارب الفكري الأيدولوجي بين هذه الدول الثلاث والممتد تاريخياً بعمق بعيد وبالتحديد ما بين اليهودية والفارسية.

2-      اختلاف المصالح وتعدد الأطماع واختلاف الوسائل المتبعة لتحقيق الأهداف المستترة والظاهرة لهذه الدول الثلاث وخاصة في الدول العربية قاطبة مع إعطاء الأولوية للدول النفطية الغنية والغنية بالثروات الأخرى المختلفة والمتعددة والمجاورة مباشرة سواءً لإيران وإسرائيل، جعل من دول المثلث، أمريكا/ إيران/ إسرائيل تلتقي مع بعضها للتنافس على مصالحها، ولو سارت على الرمضاء حافيت الأقدام.

3-      إضعاف الشعوب العربية وإفقارها وكسر شوكتها وتدمير بناها التحتية وتدمير قدراتها العسكرية، هو هدف مشترك لدول المثلث، بأي أسلوب كان، سواءً بتقاتل أهلها فيما بينهم بخلق الفتن ودب الفوضى في صفوف الشعوب، وشواهدنا العظام العراق وسوريا واليمن وليبيا.

4-      الرغبة الجامحة لدى إسرائيل وإيران في التوسع الجغرافي، فإسرائيل ابتلعت أراضٍ عربية من مصر وفلسطين ولبنان وسوريا، ولا زال حلمها يقوى لتبتلع المزيد، وإيران هيمنت على مياه الخليج واستولت على الجزر الإماراتية طمب الكبرى وطمب الصغرى وأبو موسى، وهاهي تبسط نفوذها على العراق وسوريا واليمن.

5-      عدم وجود رؤيا عربية موحدة تجاه حل القضية الفلسطينية، وتضائل النوايا الصادقة بدعم الحق الفلسطيني محلياً وعالمياً، مما أدى إلى ضعف المقاومة من حيث التسليح وليس من حيث الروح الوطنية والمعنوية، فهم يستشهدون صباحاً مساءاً كهولاً وشباباً، رجالاً وإناثاً على قدم المساواة.

6-      ضياع دور الجامعة العربية بلم شتات الأمم العربية، وانحسارها في كل الأزمات الخانقة التي تأتي سراعاً الواحدة تلو الأخرى، فلو كان للجامعة دوراً فاعلاً لكان الربيع العربي ربيعاً وليس اسم على غير مسمى، ولو وحدت الجهود ولمت الشمل لحافظت على الثروات العربية التي كان يجب أن تجعل العالم يدور في فلك العرب وليس العكس، كما هو الحال اليوم، ولكانت المفتاح الذهبي لحل أطول قضية بالتاريخ، قضية فلسطين.

7-      هناك من ادعى من القادة العرب شراسة العداء مع اليهود، وألهب القلوب والشعوب والأحاسيس كراهة لهم والمطالبة بقتلهم وشتات بأسهم، وهو كاذب عميل، إنما يريد إطالة أمد حل القضية، وإثارة الرأي العام العالمي الإنساني لحمايتهم، وكان التاريخ أكبر شاهد.

8-      الاختلالات في موازين القوى العسكرية والموازين الجغرافية، ووجود مسارح عمليات تحتوي على أهداف هامة وحساسة وحاسمة جداً، يتأثر العالم بأسره حال تعرضها للتدمير أو السيطرة عليها، وأهمها الممرات المائية العالمية، هرمز، باب المندب، السويس وجبل طارق، مضافاً لها البترول والغاز.

9-      رغبة إسرائيل بإيجاد علاقة حميمة مع إيران، ولو كانت على حساب العرب ومنعاً لتصدير الثورة ووصولها للدول المجاورة لإسرائيل، حتى وإن كانت هذه العلاقة ما هي إلاّ مناورات سياسية لتحقيق مصالح مشتركة.

10-   التهافت الإيراني بالتقرب لأمريكا، في كثير من المواقف التي أيدت بها إيران القرارات والآراء الأمريكية في القضايا الدولية، أحدث رعباً مخيفاً لإسرائيل خشية على مصالحها في المنطقة، وأن تعود إيران شرطي الخليج.

11-   إنغلاق إيران على نفسها، بعد الثورة الخمينية، وحساسيتها المفرطة لفتح الأبواب الثقافية والاختلاط مع العالم المتمدن، جعلها تدور بحلقة مفرغة مظلمة.

12-   يخشى البعض من المؤرخين الكتابة عن الدولة الإيرانية تحديداً، سلباً أو إيجاباً، خشية توجيه الاتهامات التي يمكن أن تحاك ضده.

 وفي النهاية، إن سرعة الأحداث وتطورها وما يترتب عليها من متغيرات تطال مناحي الحياة، وسرعة التأقلم معها، يجعل معلومات الأمس لا قيمة لها اليوم، وما خطط له اليوم لا ينفع للغد.

المؤلف