شذرات انتخابية في زمن جائحة كورونا

المقدمة:

يأتي هذا الكتاب ليسلط الضوء على الإنتخابات النيابية في زمن جائحة كورونا، حيث يمثّل الكتاب مقالات الكاتب خلال شهرين ونصف من بعد منتصف أيلول وحتى تشرين الثاني من العام 2020 في زمن جائحة كورونا وآثارها على الإنتخابات النيابية وسريانها كإستحقاق دستوري، إذ يطرح الكتاب بشكل يومي الإجراءات وتسلسل الأحداث التي تم إتخاذها من قبل الدولة الأردنية لملفات إنتخابية مهمة أثّر فيها فايروس كورونا كالبيئة الإنتخابية والعشائرية والحزبية والدعاية الإنتخابية والإنتخابات والثقة بين الناخبين والمترشحين وصوت الشباب والمشاركة في الإنتخابات وغيرها.

وتعمّدت عدم تبويب المقالات وفق قطاعاتها أو أبوابها لتبقى عشوائية المحتوى وفق تسلسل زمني تعكس تطور الأحداث الإنتخابية في زمن كورونا ليستطيع القارىء تقدير الجهد الوطني الرسمي والشعبي المبذول لإنجاح الإستحقاق الدستوري وفق خريطة الطريق الملكية، بالمقابل كان لكل مقالة مجموعة من الهاشتاغات الخاصة بها ليستطيع القارئ البحث في أي موضوع يشاء من خلال محركات البحث عن المقالة بالنسخة الإلكترونية بكل يسر وسهولة في زمن الألفية الثالثة ألفية الرقمنة وعصر الشباب الواع والمتمكّن حاسوبياً ورقمياً.

بالطبع تضمّن الكتاب أيضاً الجزئين المليء والفارغ من الكأس للإنتخابات النيابية ومواءمتها مع الملفين الصحي والإقتصادي، فكانت الإنتخابات كالقمر لها وجهان: وجه مضيء وآخر مُعتم، فالوجه المضيء حوى إجراء الإنتخابات في خضم تحديات جائحة كورونا وإلتهاب إقليم الشرق الأوسط برمّته وغيرها، بيد أن الوجه المعتم حوى العديد من المفاصل التي تخص المال الأسود والتأزيم وحزب الكنبة والإصطفافات العشائرية والإبتزازات الإنتخابية وشطحات الدعاية الإنتخابية والفتنة النائمة والأتاوات والعزوف عن الإنتخابات ودعوات المقاطعة وخروقات إنتخابية وأزمة الثقة بين الناخبين والمترشحين وغيرها، وهذا يشكّل نوع من التكاملية في الطرح ليغذّي القارىء فكره بالغث والسمين للإنتخابات في زمن كورونا وفق الزاوية التي يتطلّع منها للحياة أو المستقبل الواعد بأمل.

والمقالات المنشورة في هذا الكتاب كانت تُبث على موقعي الخاص على الفيس بوك بشكل يومي وينهل منها الكثير من الصحف اليومية والمواقع الإلكترونية والإذاعات والتلفزيونات وبشكل يومي كمادة تُحاكي الحدث للتو لمعرفة الرأي والرأي الآخر وحيثيات الأمور وإلى أين ستكون وجهتنا في قادم الأيام مع شرح مركّز لموضوع المقالة.

والمقالات التي تظهر في هذا الكتاب تمثل جزءاً من مقالتي التي دأبت عليها بشكل يومي وتوزّع فجراً للقراء الكرام من خلال الوتساب والتويتر والفيس بوك لهذا النوع من الكتابة منذ أكثر من عشر سنوات، حيث منهجية الكتابة علمية ومهنية تظهر بأسلوب الكتابة التقنية، وتحوي العنوان والمقدمة وعرض المشكلة والأسباب والمسببات والتحليل والأراء والطروحات والحلول والخلاصة، وتأتي المقالة على شكل أرقام متسلسلة حيث كل فقرة فيها فكرة جديدة تجعل القارئ يركّز وتجذب إنتباهه، ورأيت أن الكثير من الناس ومن خلال ردود أفعالهم وتغذيتهم الراجعة يستسيغوا هذا النوع من الكتابة.

 بفكرنا وثقافتنا المجتمعية صوب الإنتاجية وروحية العطاء في زمن ألفية العلم والتكنولوجيا، مصداقاً لقوله تعالى: وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون.

والله من وراء القصد،

المؤلف

الدكتور محمد طالب مفلح عبيدات