ادارة المعرفة التنظيمية

مقدمــــة

تعتبر إدارة المعرفة بمثابة ابتكار تنظيمي في مجال الإدارة الحديثة، حيث بدأت كنظام واستمرت لأكثر من عقد من الزمن ثم وصل هذا النظام إلى حالة من النضج إذ يمكننا الآن تمييز المبادئ والممارسات والأدوات التي تجعله فريداً ومميزاً. لكن بالمقابل، واجهت عبارة "إدارة المعرفة" (KM) منافسة شديدة على مدى العقد الماضي من مصطلحات أخرى مثل ذكاء الأعمال وإدارة المعلومات، الأمر الذي أدى إلى مفاهيم جديدة لفهم العديد من الطرق المهمة التي تستخدم فيها المنظمات المعرفة لخلق القيمة. ونظراً لثراء الأفكار وتعدد الابتكارات التي ظهرت تحت عنوان إدارة المعرفة تأتي أهمية هذا الكتاب والذي يتميز بتركيزه على المعرفة التنظيمية منها والتي تعتبر استراتيجية المنظمات المعاصرة نحو ميزة تنافسية مستدامة.

والسؤال الذي نطرحه هنا ببساطة هو ما هي إدارة المعرفة؟ حيث يقدم الفصل الأول والثاني من الكتاب إجابة جيدة عن هذا السؤال، ولكن للتحديد أكثر فقد ركزنا على إدارة المعرفة ضمن الإطار التنظيمي للمنظمة كإطار لتصميم أهداف المنظمة وهياكلها وعملياتها حتى تتمكن المنظمة من استخدام ما تعرفه لتعلمه وتخلق قيمة لعملائها ومجتمعها.

 ثم انتقلنا إلى التركيز على جزئيات ضمن ممارسات إدارة المعرفة لتسليط الضوء عليها بصورة مفصلة لقيمتها المرتفعة وهذه العملية هي نقل وتبادل المعرفة وهذه أحد نقاط القوة الخاصة لهذا الكتاب. حيث تم شرح مفصل للعوامل التي يجب أن تكون موجودة والأدوات التي يمكنها دعم هذه الجهود وكيفية تطوير العمليات والممارسات التي تعزز تبادل المعرفة واستخدامها.

يوضح الكتاب في فصوله كيف يمكن أن يكون إنشاء المعرفة التنظيمية وتطبيقها محركاً للأداء التنظيمي المتميز حيث تتجه معظم المنظمات اليوم لتبني هذا الاتجاه ضمن رؤيتها واستراتيجيتها رغم معرفة هذه المنظمات أن المهمة الأكثر صعوبة هي زراعة معايير الثقة والتعاون والاحترام المتبادل التي تغذي خلق وتبادل المعرفة. 

هذا الكتاب يركز على تفصيل وتبسيط هذا التحدي ويخصص فصلاً كاملاً لدراسة تأثير عوامل تنظيمية وعوامل تتعلق بخصائص المعرفة على نقل المعرفة التنظيمية وذلك باستخدام مصطلحات جديدة لم يتم تناولها في معظم الكتب ذات العلاقة على الأقل باللغة العربية على حد علم الكاتب مثل الغموض السببي والقدرة الاستيعابية للمعرفة وغموض النتيجة أملاً بمزيد من الأبحاث والكتب عليها للمهتمين.

يسلط الكتاب الضوء على أهمية إدارة المنظمات وعمال المعرفة وموظفي المعلومات وقدراتهم، هؤلاء هم الذين يتبنون نهج المنفعة الجماعية لتبادل المعلومات والمعرفة ويزيلون العوائق التي تحول دون التعاون بين الأقسام.

أخيراً، يوضح الكتاب صعوبة نقل وتبادل المعرفة من خلال السلطة الرسمية وسهولتها من خلال العلاقات غير الرسمية، لكن لكي تستفيد المنظمة من معرفتها لابد من الرعاية التنظيمية لهذه الممارسة لذلك يشرح الكتاب الآلية الرسمية لدعم جهود نقل المعرفة التنظيمية وتأثير نتائج هذه الممارسة على الأداء التنظيمي للمنظمات وهذا محور تركيز الكتاب. 

المؤلف