في علم النفس الفسيولوجي - الدماغ - تشريحه - وظائفه - تنشيطه - غذاؤه - اعداؤه

تقديم

يعد الدماغ أغلى ما نملك من أعضاء. فهو جوهر الذكاء، والشخصيه، والعقل، والنفس، والأنسانية. ولا يوجد شئ اكثر أهمية كحياة ناجحة سوى دماغ كفء. والفشل في استثمار أقصى طاقات الدماغ العقلية والعاطفية والأجتماعية هو مأساة الملايين من البشر تعوقهم منذ ولادتهم الى ان يفارقوا دنياهم.

ان فقدان احدنا عقله بسبب مرض نفسي أو أهمال غذائي أو شيخوخه مبكرة لهو أسوء ضريبه تتعرض لها كينونتنا كبشر.

و رغم كل هذه لم يلقى الدماغ ما يستحقه من اهتمام وخاصه  نوع الغذاء مثلاً. فهناك حقيقة علمية جديدة تفيد بأن الدماغ عضو نام ومتغير تعتمد قدراته وفعاليته بدرجة كبيرة على كيفية تغذيتك له ومعالجته إياه حتى يمكنك ان تؤثر في وظائفه وطاقاته.

و اليوم تعلن الدراسات والبحوث الطبية بداية عصر جديد للدماغ البشري. واصبح الأهتمام بالوظائف الدماغية أمراً ملحاً مع بزوغ فجر حقيقة كون الدماغ عتادنا الرئيس والذكاء ذخيرة حاضرنا ومستقبلنا.

إذن علينا الأهتمام بالدماغ كما نهتم بالقلب ومن الجيد إنشاء مراكز للذاكرة مثل مراكز القلب لأختبار وظائف الدماغ وتدهور الذاكرة. واجراء ما يلزم من علاج غذائي وأخر بمنشطات الذاكرة لتلافي مزيداً من التدهور. ولعل ما يفيدنا هنا أن نشير الى ما نشرته مجلة Psychology Today  الشهيرة ملخص بحث تقول فيه: ان فكرة الطعام الذي يحتوي على كيميائيات عصبية طبيعية تعزز اي تقوي القدرات العقلية، وتساعد على التركيز. وتعمل على ضبط المهارات العصبية والعقلية، وتجعل الانسان نشطاً وفاعلاً، وتنمي لديه الذاكرة وتتسرع في ردة الفعل  وكسر التبلد، وتشتت القلق، والاعراض النفسية والعقلية الأخرى التي اصبحت شائعة في الوقت الحالي كالأكتئاب، والشعور بالعجز او الهلوسة وغيرها. بل وتمنع الدماغ من الشيخوخة وهذا الامر شجع المؤلف على تأليف هذا الكتاب وكشف الحقائق المرتبطة بالدماغ ليس فقط من حيث تأثير الغذاء. وأنما تأثير الصدمات النفسية والأمراض العقلية، وهذه الانفعالات المتكررة والمتصفة بالخوف، والخجل الزائد، والغضب والعدوان، وتأثيرها على الدماغ وكشف علاقة الدماغ بالصحة النفسيه السليمة، وقدراته على مقاومة الضغوطات النفسية والاحباطات المتكررة، ومدى الشعور بالسعادة والكفاية. وضبط النفس. والتعامل الايجابي مع المواقف الشديدة والطارئة، والوصول الى راحة البال.

لقد تناول الكتاب ايضاً حديثاً علمياً دقيقاً عن ثورة النواقل العصبية وتأثيرها في تغيير المزاج، وتقوية، الطاقات العقلية وبناء دماغ موهوب بدل الدماغ المتخلف. واحداث تأثير على الفكر والسلوك بأستخدام الغيتامينات والمكملات الغذائية فضلاً عن مقومات التحقيق النفسي. وسيجد الذي يقع هذا الكتاب بين يديه كيف أن الدماغ عضو متطور ومتغير بأستمرار. وأن تشبيهه بالكمبيوتر ذلك النظام الالكتروني المكون من معدن وشرائح  ثابتة قابلة للبرمجة مع ذاكرة ذات سعة معينه ونظام معين انه تشبيهاً غير لائق ومرفوض. كما أن الاعتقاد بأن الدماغ هو ألة اصبح من رفات العلم القديم حيث اظهرت الابحاث الحديثه المتعلقة بالدماغ بأنه عضو نامِ ومتطور، ودائم التغيير، ومنقذ الخلايا، وهو عضو معجز يتفاعل مع المؤثرات الداخلية والخارجية، وبالضبط كما يتغير تركيب ووظيفة القلب - سلباً وأيجاباً - تبعاً للغذاء والدواء، ومزاولة النشاط الرياضي كذلك يفعل الدماغ.

أرجو الله التوفيق في تقديم هذا الكتاب بمحتواه وتفاصيله ويجعله علم ينتفع به.

المؤلف

أ. د. أديب محمد الخالدي

2021