المبسط في كتابة وتحرير الاخبار والتقارير الصحفية - منهج تعليمي تدريبي تطبيقي

مقدمة الكتاب:

لا يختلف اثنان على أن القرن الحادي والعشرين هو عصر سيطرة الإعلام ووسائل الاتصال، لما تمثله من تأثير على عقول البشر، وأصبح الإعلام قوة مؤثرة وفاعلة في حياة المجتمعات والأمم، ولما للرسائل الإعلامية من دور في تكوين الصور الذهنية لدى المتلقي حيال الأحداث المختلفة.

إن هذا الكتاب ليس الأول في الأردن وفي الوطن العربي، ولكن في هذا الجهد مزجت المعلومات بالخبرة الميدانية التي اكتسبتها طيلة عملي الصحافي في المؤسسات الإعلامية الأردنية والعربية في القطاعين العام والخاص، وعرضت مصادر الأخبار المختلفة وكيفية التعامل معها، وكيف يعمل الكادر الصحافي من حيث القدرة على تحديد المصادر التي يتعامل معها يوميًا، ومهمات الصحفي الميدانية وواجبات مجلس التحرير وتوزيع العمل اليومي والمتابعة الإخبارية للحصول على معلومات الأحداث والوقائع بحسب القطاعات المختلفة، وصولًا إلى معايير اختيار الأخبار الصالحة للنشر، وترك تلك التي لم تنطبق عليها شروط النشر.

إن الأخبار هي الركيزة الأساس للعمل الإعلامي، وتمثل جانبًا مهمًا في عالم الإعلام وتكنولوجيا المعلومات في عالمنا المعاصر، وتبقى على الدوام السبيل الفاعل في متابعة الأحداث وتطوراتها، في خضم ذلك الكم الهائل من الأحداث التي تتجاذبها وسائل الإعلام والاتصال بمختلف أشكالها.

يمثل (الخبر) عنصرًا أساسيًا في العملية الإعلامية، سواء في مجال الصحافة أو الإذاعة وقنوات التلفزة وشبكات البث الفضائي والصحافة الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي. كما أن تحرير الأخبار وطرق وأساليب إعدادها وإخراجها قد شهدت تطورًا كبيرًا في العقدين الماضيين، وقد امتد هذا التطور ليشمل لغة الخبر وطريقة صياغته وتحريره ووسيلة نشره والشكل الذي يصل به إلى المتلقي.

وقد امتدّ التطور الكبير لوسائل الإعلام والاتصال، وما رافق ذلك من تحول وتغيير في الذوق العام، وتعدد الوسائل الإخبارية، ليشمل عملية الكتابية ذاتها، وليجعل مفهوم (الخبر الصحافي) موضع جدل حاد ونقاش حاسم بين خبراء الإعلام والاتصال، وقد تناولته مدارس مختلفة. كل ذلك دفعني للخوض في هذا الموضوع، في محاولة متواضعة لوضع قواعد واضحة لكتابة الخبر الصحافي على أساس مهني، تفيد طالب الإعلام والمتدرب الراغب بالخوض في غمار مهنة "المتاعب"، ووضع خطة تدريبية نظرية وعملية لهم لكيفية تحويل أي معلومات حول أي حدث أو واقعة إلى خبر صحفي، وصولًا إلى الاحتراف.

ويأتي هذا الكتاب مساهمة جادة لولوج هذا المعترك بأطر علمية وعملية تواكب مستجداته، ويعتمد على المعلومات النظرية معززة بالأمثلة التطبيقية التي من شأنها ترسيخ مفاهيم تأسيسية حول التحرير الصحفي لدى طلبة الإعلام ولكل راغب في ولوج العمل الإعلامي والصحفي.

ويشتمل الكتاب على ستة فصول؛ يتناول الفصل الأول معنى تحرير الكلام، وكلمة تحرير في القرآن الكريم ومعناها الاصطلاحي واللغوي، وتعريف مفهوم التحرير الصحفي، ومهام هيئة التحرير واجتماعات التحرير التقييمية والتقويمية، وآلية عمل ديسك التحرير، وخطوات تحرير النص الخبري وضوابط عملية التحرير، وأهمية وأهداف التحرير، والصحافة ثلاثية الأبعاد، معززًا  بالأمثلة الميدانية.

وجاء الفصل الثاني بعنوان تحرير الخبر الصحفي وبيان عناصره وصفاته ومصادره، والقطاعات الخبرية التي يغطيها، ومعايير تقييم المادة الخبرية استنادًا إلى الأسئلة المرجعية والقيم الخبرية، والتغطية الخبرية ومراحلها، وقوالب الصياغة، معززًا  بالأمثلة الميدانية.

فيما جاء الفصل الثالث بعنوان أسماء ومسميات الأخبار بحسب وسيلة النشر وتقسيماتها الجغرافية والقطاعية، والتقسيم الزمني للأخبار، وكيفية تمييز الأخبار ببعدها المحلي والعربي والدولي، والكلمات المفتاحية وأدوات الربط، وتحرير المقدمات وكيف نختار الفكرة المحورية لتكون مقدمة  النص، وتحرير العناوين، كل ذلك معززًا بالأمثلة الميدانية.

أما الفصل الرابع فيتحدث عن التقرير الصحفي، من حيث التعريف والأهمية، وكيفية اقتناص الأفكار لعمل تقارير صحفية، وتحديد مصادرها وأنواعها، والقطاعات الخبرية التي تغطيها، إضافةً إلى تطبيقات عملية.

ويتضمن الفصل الخامس على الدليل اللغوي التأسيسي للإعلاميين، من حيث الإلمام بالقواعد الأساسية للغة العربية، بدءًا من أقسام الكلام مرورًا  بالمرفوعات والمنصوبات، وأن وأخواتها وكان وأخواتها، وتمييز العدد والهمزة وأنواعها وأشكالها، وكيفية التفريق بين التاء المربوطة والتاء المبسوطة، فيما يشتمل الفصل السادس على علامات الترقيم والأخطاء اللغوية الشائعة عند الإعلاميين إضافة إلى مصطلحات تطبيعية يقع بها المحررون.

أما الفصل السادس فيحتوي على علامات الترقيم والأخطاء اللغوية ونماذج من الأخطاء القواعدية والنحوية الشائعة في وسائل الإعلام المختلفة.